قالتْ وقد سَمِعتْ أني نسبتُ بها = في بعض ما قلتُه ما أحسنَ الأدبا
أليس يَسْمَعُ ما طارَ الوُشاةُ بنا = من الأحاديث إنْ صِدقاً وإنْ كَذِبَا
لمنْ في عِراصِ البيدِ نُوقٌ مَطَاريبُ = يُدَرِّسُها رجعَ الحداءِ الأعاريبُ
تُشلُّ بأطرافِ القَنا قد تردَّعَتْ = من الدَّمِ والمسكِ الذكيِّ الأنابيبُ
صنوان ضدان أب واحد = رباهما في الزمن الذاهبِ
بينهما بعد فمن طالع = في أفق الشرق ومن غاربِ
لقاءُ الأمانِي في ضمان القَواضِبِ = ونيلُ المعالي في ادِّراعِ السَّبَاسِبِ
إِذا ما ارتمى بالمرء مَنْسِمُ ذِلّةٍ = فليس له إِلّا اقتعادُ الغَواربِ
لمثلِ معاليك تعنُو الرِّقابْ = ومن جودك الغَمْرِ يحيا السحابُ
ومن نشوةِ الكَرَمِ المُقْتَنى = لديك يُجَدَّدُ عهدُ الشبابْ
أرى الأيامَ تُمعِنُ في عِنادي = وتُنْحِي بالملمّاتِ الصعابِ
فلا مولىً يُصيخُ إِلى نِدائي = ولا خِلٌّ يَرِقُّ لسوءِ ما بي
وأحورَ بارزتْنِي مقلتَاه = بسيفٍ لا يُرَدُّ عن القلوبِ
فصرعاهُ ولا صرعَى خطوبٍ = وقتلاهُ ولا قتلَى حروبِ
يا قاتل الله معشراَ ظلموا ال = حكمة فينا واغمضوا الكتبا
في السحر والكون والعزائم وال = طلسم قد رتبوا لها رتبا
كان الشبابُ هو السرورَ فرمتُهُ = إذ فاتَ في الدنيا فعزَّ المطلبُ
طَرَبُ الشبابِ هو المؤثّرُ لا الغِنَى = والكأسُ والوترُ الفصيحُ المُعْجِبُ
رمادنا في قبة مرفوعة = سحر العيون برمزه المقلوبِ
رفع النفوس إلى الهواء وعادت ال = أجساد بين بلىً وبين رسوب
سعدتْ بطول بقائِكَ الحِقَبُ = وعدتْ مقرَّ علائك النُوَبُ
أنت الذي انقادَ الزمانُ له = طوعاً ودانَ العُجْمُ والعَرَبُ
تأبَى صروفُ الليالي أن تُديمَ لنا = حالاً فصبراً إِذا جاءتْك بالعَجَبِ
إنْ كان نفسُكَ قد منَّتْك كاذبةً = دوامَ نُعمَى فلا تغتَرَّ بالكَذِبِ
أفنَى الليالي شبابي = وغادرتْني لما بي
وخلَّفتْني وحيداً = وأسرعتْ في صِحابي
لقد بغَّضَ المرآةَ عنديَ أنَّها = تطالعُني بالشيبِ من كل جانبِ
كما حَبَّبَ المِقراضَ عندي أنَّهُ = يُطَرِّي شبابي في عيونِ الحبائبِ
أخي ماذا دهاكَ وما أصابَكْ = دعوتُك ثم لم أسمعْ جوابَكْ
هبِ الأيامَ لم ترحمْ عويلي = ولا حُزني ألم ترحمْ شبابَكْ
لعَمْرُكَ ما يُرْجَى شِفائِيَ والهَوى = له بين جسمي والعظامِ دَبيبُ
أُجِلُّكَ أنْ أشكو إليك وأنطوي = على كَمَدي إن الهَوى لعجيبُ
تحسَّنتِ الأيامُ ثم تنكرتْ = فعفَّى على إحسانهنَّ ذنوبُها
وقد كان طَلْقاً وجهُها فتجهَّمتْ = وغَيَّرَ ذاكَ البِشْرَ منه قطُوبُها
ساريةٌ لم تُخْلِنَا = من رَغَبٍ ومن رَهَبْ
فودْقُها وبَرْقُها = ماءُ حياةٍ ولَهَبْ
قد كان لي في شبيبتي فَرَحٌ = يحدُثُ لي بغتةً بلا سببِ
فمذ تولَّى الصِّبَا تبيَّنَ لي = أن الصِّبَا كان موجبَ الطربِ
تنينا جائع له ذنب = يمتصّ منه الغذا إذا سغبا
وهو بذاك الغداء يرضعه = يعود حياً من بعد ما عطبا
خبَتْ نارُ نفسي باشتعالِ مفارقي = وأظلمَ عُمري إذ أضاءَ شِهابُها
فيا بُومةً قد عشَّشتْ فوق هامتي = على الرغم مني حين طارَ غُرابُها
بعضَ التَماسُكِ أيُّها القلبُ = فهو الهَوى ومرامُه صعبُ
إن الأُلَى قدروا وما غفروا = ما لي سوى حُبِيّهمُ ذنبُ
لا أدَّعِي أنِّي وفَيْتُ بعهدِكمْ = ورعيتُكمْ إنّ الوفاءَ ضُروبُ
أأعيشُ من بعد الفِراقِ وأدَّعِي = حُسنَ الرعايةِ إنَّني لَكذوبُ
مريضٌ بأرض الرَّيِّ أعياهُ داؤُهُ = وليس له إلا بِجَيَّ طبيبُ
غريبٌ غريبُ القدرِ والفضلِ والهَوى = ألا كلُّ حال الفاضلينَ عجيبُ
شَجراتُ وَرْدٍ أصْفَرٍ بَعَثَتْ = في قلب كلِّ متيَّمٍ طرَبَا
خرطتْ مهودَ زبرجدٍ حملتْ = أجوافُها من عَسْجدٍ لُعَبَا
إنّ الهواء به الحيا = ة وشأنه شأن عجيب
يخفى ويظهر فعله = فبعيده دان قريب
نصيحُكما فيما يقولُ مُريبُ = وشأنُكما في اللائمينَ عجيبُ
وإن الذي أسرفْتُما في ملامِهِ = بهِ من قِراعِ الحادثاتِ نُدوبُ
أهابَ به داعي الهَوى فأجابا = وعاودَهُ نكسُ الصّبَا فتصَابَى
وأدَّاهُ من بعدِ التجارب رأيُهُ = إِلى أن عصَى حُكْمَ الحِجَى فتغابَى
صُبَّتْ على حِمْيَرٍ وما انتَهبُوا = بِيضٌ رِقاقٌ وشُزَّبٌ قُبُّ
لُفَّتْ على حيِّهم عجاجَتُنا = والشمسُ غَضٌّ شعاعِها رَطْبُ
من قاسَ بالعلمِ الثراءَ فإنَّهُ = في حُكمهِ أعمى البصيرةِ كاذبُ
العلمُ تخدمُه بنفسك دائماً = والمالُ يخدمُ عنكَ فيه نائبُ
أليس يَسْمَعُ ما طارَ الوُشاةُ بنا = من الأحاديث إنْ صِدقاً وإنْ كَذِبَا
لمنْ في عِراصِ البيدِ نُوقٌ مَطَاريبُ = يُدَرِّسُها رجعَ الحداءِ الأعاريبُ
تُشلُّ بأطرافِ القَنا قد تردَّعَتْ = من الدَّمِ والمسكِ الذكيِّ الأنابيبُ
صنوان ضدان أب واحد = رباهما في الزمن الذاهبِ
بينهما بعد فمن طالع = في أفق الشرق ومن غاربِ
لقاءُ الأمانِي في ضمان القَواضِبِ = ونيلُ المعالي في ادِّراعِ السَّبَاسِبِ
إِذا ما ارتمى بالمرء مَنْسِمُ ذِلّةٍ = فليس له إِلّا اقتعادُ الغَواربِ
لمثلِ معاليك تعنُو الرِّقابْ = ومن جودك الغَمْرِ يحيا السحابُ
ومن نشوةِ الكَرَمِ المُقْتَنى = لديك يُجَدَّدُ عهدُ الشبابْ
أرى الأيامَ تُمعِنُ في عِنادي = وتُنْحِي بالملمّاتِ الصعابِ
فلا مولىً يُصيخُ إِلى نِدائي = ولا خِلٌّ يَرِقُّ لسوءِ ما بي
وأحورَ بارزتْنِي مقلتَاه = بسيفٍ لا يُرَدُّ عن القلوبِ
فصرعاهُ ولا صرعَى خطوبٍ = وقتلاهُ ولا قتلَى حروبِ
يا قاتل الله معشراَ ظلموا ال = حكمة فينا واغمضوا الكتبا
في السحر والكون والعزائم وال = طلسم قد رتبوا لها رتبا
كان الشبابُ هو السرورَ فرمتُهُ = إذ فاتَ في الدنيا فعزَّ المطلبُ
طَرَبُ الشبابِ هو المؤثّرُ لا الغِنَى = والكأسُ والوترُ الفصيحُ المُعْجِبُ
رمادنا في قبة مرفوعة = سحر العيون برمزه المقلوبِ
رفع النفوس إلى الهواء وعادت ال = أجساد بين بلىً وبين رسوب
سعدتْ بطول بقائِكَ الحِقَبُ = وعدتْ مقرَّ علائك النُوَبُ
أنت الذي انقادَ الزمانُ له = طوعاً ودانَ العُجْمُ والعَرَبُ
تأبَى صروفُ الليالي أن تُديمَ لنا = حالاً فصبراً إِذا جاءتْك بالعَجَبِ
إنْ كان نفسُكَ قد منَّتْك كاذبةً = دوامَ نُعمَى فلا تغتَرَّ بالكَذِبِ
أفنَى الليالي شبابي = وغادرتْني لما بي
وخلَّفتْني وحيداً = وأسرعتْ في صِحابي
لقد بغَّضَ المرآةَ عنديَ أنَّها = تطالعُني بالشيبِ من كل جانبِ
كما حَبَّبَ المِقراضَ عندي أنَّهُ = يُطَرِّي شبابي في عيونِ الحبائبِ
أخي ماذا دهاكَ وما أصابَكْ = دعوتُك ثم لم أسمعْ جوابَكْ
هبِ الأيامَ لم ترحمْ عويلي = ولا حُزني ألم ترحمْ شبابَكْ
لعَمْرُكَ ما يُرْجَى شِفائِيَ والهَوى = له بين جسمي والعظامِ دَبيبُ
أُجِلُّكَ أنْ أشكو إليك وأنطوي = على كَمَدي إن الهَوى لعجيبُ
تحسَّنتِ الأيامُ ثم تنكرتْ = فعفَّى على إحسانهنَّ ذنوبُها
وقد كان طَلْقاً وجهُها فتجهَّمتْ = وغَيَّرَ ذاكَ البِشْرَ منه قطُوبُها
ساريةٌ لم تُخْلِنَا = من رَغَبٍ ومن رَهَبْ
فودْقُها وبَرْقُها = ماءُ حياةٍ ولَهَبْ
قد كان لي في شبيبتي فَرَحٌ = يحدُثُ لي بغتةً بلا سببِ
فمذ تولَّى الصِّبَا تبيَّنَ لي = أن الصِّبَا كان موجبَ الطربِ
تنينا جائع له ذنب = يمتصّ منه الغذا إذا سغبا
وهو بذاك الغداء يرضعه = يعود حياً من بعد ما عطبا
خبَتْ نارُ نفسي باشتعالِ مفارقي = وأظلمَ عُمري إذ أضاءَ شِهابُها
فيا بُومةً قد عشَّشتْ فوق هامتي = على الرغم مني حين طارَ غُرابُها
بعضَ التَماسُكِ أيُّها القلبُ = فهو الهَوى ومرامُه صعبُ
إن الأُلَى قدروا وما غفروا = ما لي سوى حُبِيّهمُ ذنبُ
لا أدَّعِي أنِّي وفَيْتُ بعهدِكمْ = ورعيتُكمْ إنّ الوفاءَ ضُروبُ
أأعيشُ من بعد الفِراقِ وأدَّعِي = حُسنَ الرعايةِ إنَّني لَكذوبُ
مريضٌ بأرض الرَّيِّ أعياهُ داؤُهُ = وليس له إلا بِجَيَّ طبيبُ
غريبٌ غريبُ القدرِ والفضلِ والهَوى = ألا كلُّ حال الفاضلينَ عجيبُ
شَجراتُ وَرْدٍ أصْفَرٍ بَعَثَتْ = في قلب كلِّ متيَّمٍ طرَبَا
خرطتْ مهودَ زبرجدٍ حملتْ = أجوافُها من عَسْجدٍ لُعَبَا
إنّ الهواء به الحيا = ة وشأنه شأن عجيب
يخفى ويظهر فعله = فبعيده دان قريب
نصيحُكما فيما يقولُ مُريبُ = وشأنُكما في اللائمينَ عجيبُ
وإن الذي أسرفْتُما في ملامِهِ = بهِ من قِراعِ الحادثاتِ نُدوبُ
أهابَ به داعي الهَوى فأجابا = وعاودَهُ نكسُ الصّبَا فتصَابَى
وأدَّاهُ من بعدِ التجارب رأيُهُ = إِلى أن عصَى حُكْمَ الحِجَى فتغابَى
صُبَّتْ على حِمْيَرٍ وما انتَهبُوا = بِيضٌ رِقاقٌ وشُزَّبٌ قُبُّ
لُفَّتْ على حيِّهم عجاجَتُنا = والشمسُ غَضٌّ شعاعِها رَطْبُ
من قاسَ بالعلمِ الثراءَ فإنَّهُ = في حُكمهِ أعمى البصيرةِ كاذبُ
العلمُ تخدمُه بنفسك دائماً = والمالُ يخدمُ عنكَ فيه نائبُ