أَظَلومُ حانَ إِلى القُبورِ ذَهابي = وَبَليتُ قَبلَ المَوتِ في أَثوابي
فَعَلَيكِ ياسَكَني السَلامُ فَإِنَّني = عَمّا قَليلٍ فَاِعلَمِنَّ لِما بي
تَعاتَبَ عاشِقانِ عَلى اِرتِقابِ = أُديلا الوَصلَ مِن بَعدِ اِجتِنابِ
فَلا هَذا يَمَلُّ عِتابَ هَذا = وَلا هَذا يَكَلُّ عَنِ الجَوابِ
صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي = وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ = ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
يا بَدِيع الحُسنِ والقَدِّ = ،بهِ وَجدِي بَديعُ
يا رَبيعَ العَيْنِ إلاَّ = أَنَّهُ مَرعىً مَنِيعُ
إِن تأَملْ مَحاسِنَ الأَصبَهَاني = تجدْ طَولهُ أَخا طُولِ بَاعِهْ
أَو تُحصِّلْهُ لاَ تُحصِّل خِلافا = بَيْنَ مَراهُ بَادِياً وسَماعِهْ
بعَدُوّكَ الحِدْثُ الجَليلُ الوَاقِعُ، = وَلِمَنْ يُكَايدُكَ الحِمَامُ الفَاجِعُ
قُلْنَا لَعاً لَمّا عَثَرْتَ وَلاَ تَزَلْ = نُوَبُ اللّيَالي وَهيَ عَنكَ رَوَاجِعُ
يا وَاحِدَ الخُلَفَاءِ، غيرَ مُدافَعٍ = كَرَماً، وأحسَنَهُمْ ندىً صَنِيعَا
أنتَ المُطاعُ، فإنْ سُئِلْتَ رَغِيبَةً = أُلفِيتَ، للرّاجي نَداكَ، مُطِيعَا
أغَداً يَشِتُّ المَجدُ وَهْوَ جَميعُ، = وَتُرَدُّ دارُ الحَمدِ وَهْيَ بَقيعُ
بمَسيرِ إبْرَاهيمَ يَحْمِلُ جُودُهُ = جُودَ الفُرَاتِ، فَرَائعٌ وَمَروعُ
فيم ابتِدارُكُمُ المَلاَمَ وَلُوعَا، = أبَكَيْتُ إلاّ دِمْنَةً، وَرُبُوعا
عَذَلوا فَما عَدَلوا بقَلبي عَن هَوًى، = وَدَعَوْا فَما وَجَدوا الشّجيّ سَمِيعا
كَلّفَني، فَوْقَ الذي أسْتَطيعْ، = مُعتَزِمٌ في لَوْمِهِ مَا يَرِيعْ
لَجَاجَةٌ مِنْهُ تَأدّى بِهَا = إلى الذي يَنصُبُني، أمْ وَلُوعْ
بَني عُثْمانَ! أنْتُمْ، في غُنَىٍّ، = رُعَاعٌ، وَهْيَ في قَيْسٍ رُعَاعُ
مَتَى يُقَرى السّديفُ بساحَتَيكُمْ = وَمُرُّ المَاءِ عِنْدكُمُ يُباعُ
وَنُكثِرُ أنْ نَستَوْدِعَ الله ظَاعِناً، = يُوَدَّعُ صَافي العَيْشِ، حينَ يُوَدِّعُ
بَنو مَخلَدٍ إنْ يُشرَعِ الحمدُ يَشرَهُوا = إلَيهِ، وإنْ يُدعَوا إلى المَجدِ يُسرِعُوا
أمّا الشّبَابُ فَقَدْ سُبِقْتَ بغَضّهِ، = وَحَطَطْتَ رَحلَكَ مُسرِعاً عَن نَقضِهِ
وأفَاقَ مُشْتَاقٌ، وأقْصَرَ عاذِلٌ = أرْضاهُ فيكَ الشّيبُ، إذْ لمْ تُرْضِهِ
شَرْطِيَ الإنْصَافُ، لوْ قِيلَ اشترِطْ، = وعدوي مَنْ إذا قال قَسَطْ
أدَعُ الفَضْلَ، فَلا أطْلُبُهُ، = حَسْبِيَ العَدْلُ من النّاسِ فقَطْ
أمنْ أجلِ أنْ أقوَى الغُوَيرُ فَوَاسطُهْ، = وأقْفَرَ، إلاّ عِينُهُ وَنَوَاشطُهْ
بَكَى مُغرَمٌ نَاطَ الغَليلَ بقَلْبِهِ، = عَشيّةَ بَينِ المَالكيّةِ، نائطُهْ
وَليُّكُمُ الله الذي لمْ يَزَلْ لَنَا = وَليَّ دُرُوءٍ عَنكُمُ وَدِفاعِ
لقَد سرّني أنّ العَوَاقِبَ رَوّعَتْ = عِداكُمْ برَأسَيْ تَامِشٍ وَشُجاعِ
لَكِ عَهْدٌ لَدَيّ غَيرُ مُضَاعِ، = بَاتَ شَوقِي طَوْعاً لَهُ، وَنِزَاعِي
وَهَوًى، كُلّما جرَى عَنهُ دَمْعٌ، = يئِسَ العاذِلونَ مِنْ إقْلاعي
فَدَتْكَ أكُفُّ قَوْمٍ ما استَطاعوا = مَساعِيكَ، التي لا تُستَطاعُ
عَلَوْتَهُمُ بجَمْعِكَ ما أشَتّوا = منَ العَليا، وحِفظِكَ ما أضَاعُوا
يَزْدادُ في غَيّ الصّبا وَلَعُهْ، = فكأنّمَا يُغرِيهِ مَنْ يَزَعُهْ
وإذا نَقُولُ الصّبْرُ يَحْجِزُهُ، = ألْوَى بصَبْرِ مُتَيَّمٍ جَزَعُهْ
طافَ الوُشاةُ بهِ، فصَدّ وَأعْرَضَا، = وَغَلا بهِ هَجْرٌ أمَضَّ، وَأرْمَضَا
والحُبُّ شَكْوٌ، ما تزَالُ تَرَى بهِ = كَبِداً مُجرَّحَةً وَقَلْباً مُحْرَضَا
يَزيدُ قَلْبي بِصَدِّهِ مَرَضاً = ظَبْيٌ غَريرٌ في طَرْفِهِ مَرَضُ
إِنْ صَدَّ عَنِّي بِوَجْهِهِ عَبَثاً = ففي قَفَاهُ مِنْ وَجْهِهِ عِوَضُ
إذا انْبَسَطْنَا رَدَدْنَا عَنْ زِيارَتِنَا، = أوِ انقَبَضْنا، فلَوْمٌ موشكُ المَضَضِ
فلَيسَ تَنْفَكُّ مِنْ منع، وَمن عَذَلٍ = منكُمْ، بمُنْبَسِطٍ مِنّا وَمنُقَبِضِ
لابِسٌ مِنْ شَبِيبَةٍ أمْ نَاضِ، = وَمُلِيحٌ مِنْ شَيْبَةٍ أمْ رَاضِ
وإذا ما امتَعَضْتِ مِنْ وَلَعِ الشّيْـ = ـبِ برَأسِي لمْ يثنُ منه امتِعَاضِي
يا أبا جَعْفَرٍ! غَدَوْنَا حَديثاً، = في سَوَاجيرِ مَنبِجٍ، مُستَفيضَا
عَرَضَتْ عُذْرَتي إلَيكَ، وَطَالَتْ، = فاغتَفِرن ذَنْبيَ الطّوِيلَ العَريضَا
أيّها العَاتِبُ الذي لَيسَ يَرْضَى، = نَمْ هَنِيئاً، فَلَسْتُ أُطْعَمُ غَمضَا
إنّ لي مِنْ هَوَاكَ وَجْداً قَدِ اسْتَهـ = ـلَكَ نَوْمِي، وَمَضْجِعاً قَدْ أقَضّا
أَما لِعيْنيْ طَلِيحِ الشُّوقِ تَغْمِيضُ = أَم الكَرى عَن جُفُونِ الصَّبِّ مَرْ حُوضُ
طَيفُ البَخيِلَةِ وافَانا فَنَّبهَنَا = بعرْفِه أَم خِتامُ المِسكِ مَفضُوضُ
فُتُورُ الجُفُون وإِمراضُها = نُبُوُّ الجُنُوبِ وإِقضَاضُها
وكَمْ سَهَر في الهَوى هاَجهُ = صُدودُ الغَوانِي وإِعراضُها
أَحِجَاباً بَعدَ المدِيحِ ،ومَطْلاً = بَعْدَ وَعْدٍ منْ ذَا بِهَذيْنِ يَرْضَى
ليْسَ مِثْلي عَلىالهَوانِ ،أَبا نَصرٍ = ،ولا الذُّلِّ في المواِطِن أَغْضَى
من قَضَاءِ الحُقوقِ فِي بَعضِ مَا عارَضَ = دُونَ الحُقُوقِ أَلاَّ تُقَضَّى
حَكمَتْ هَذهِ السَّماءُ بأَن نُحْبَسَ = عَن واجِبِ الصَّدِيقِ ويَرْضَى
إِن سِيلَ أَحرزَ مَالهُ بِوقَايةٍ = مِنْ بُخلهِ وسُرادِقٍ من عِرضِهِ
لَبس الخزَي والُّلؤْمَ حتى إِنهُ = يخْزَى ويأْنفُ بعضهُ من بعْضِهِ
----------------------------
قصيدته في علوة الحلبية:
خيال يعتريني في المنام ...... لسكرَى اللحظِ فاتنةِ القوامِ
لعلوةَ إنها شجن لنفسي ...... وبالبال لقلبي المستهام
سلام الله كلَّ صباح يومٍ ...... عليك ومن يبلّغ لي سلامي
لقد غادرت في قلبي سقاماً ...... بما في مقلتيك من السهامِ
أأتخذ العراقَ هوىً وداراً ..... ومن أهواه في أرضِ الشآم
و من قصيدة ( أغيب عنكَ ) كانت هذه الأبيات:
أغيبُ عنكَ بودٍّ لا يغيّرهُ ...... نأي المحل و لا صرفٌ من الزمن
فإن أعِش فلعل الدهر يجمعنا ...... و إن أمت فبطول الشوق و الحَزَنِ
تعتلُّ بالشغل عنّا ما تُلمُّ بنا ...... الشغل للقلب ليس الشغل للبدن
قد حسِّن الله في عينيَّ ما صنعَت ...... حتى أرى حسناً ما ليس بالحسنِ
----------------------------------------
وقد غدت ضيعتي منوّطة *** بحيث نيطت للناظر الزهره
اروم بالشعر ان تعود فما *** اقـطـع فيــما ارومـه شـعــره
وفي بعض قصائده للمعتز يستأذنه في الذهاب إلى الشام لنظر في أملاكه مثل قوله :
هل اطلعنّ على الـشام مبجــلاّ *** في عـز دولـتك الجـديد الموفق
فارمّ خلة ضيعة تصف اسمـها *** والـمّ ثــمّ بـصـبــيـة لـي دردق
شهران أن يسرت إذني فيهـما *** كـفـلا بـإلـفة شـمـلـي المـتفـرّق
فَعَلَيكِ ياسَكَني السَلامُ فَإِنَّني = عَمّا قَليلٍ فَاِعلَمِنَّ لِما بي
تَعاتَبَ عاشِقانِ عَلى اِرتِقابِ = أُديلا الوَصلَ مِن بَعدِ اِجتِنابِ
فَلا هَذا يَمَلُّ عِتابَ هَذا = وَلا هَذا يَكَلُّ عَنِ الجَوابِ
صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي = وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ = ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
يا بَدِيع الحُسنِ والقَدِّ = ،بهِ وَجدِي بَديعُ
يا رَبيعَ العَيْنِ إلاَّ = أَنَّهُ مَرعىً مَنِيعُ
إِن تأَملْ مَحاسِنَ الأَصبَهَاني = تجدْ طَولهُ أَخا طُولِ بَاعِهْ
أَو تُحصِّلْهُ لاَ تُحصِّل خِلافا = بَيْنَ مَراهُ بَادِياً وسَماعِهْ
بعَدُوّكَ الحِدْثُ الجَليلُ الوَاقِعُ، = وَلِمَنْ يُكَايدُكَ الحِمَامُ الفَاجِعُ
قُلْنَا لَعاً لَمّا عَثَرْتَ وَلاَ تَزَلْ = نُوَبُ اللّيَالي وَهيَ عَنكَ رَوَاجِعُ
يا وَاحِدَ الخُلَفَاءِ، غيرَ مُدافَعٍ = كَرَماً، وأحسَنَهُمْ ندىً صَنِيعَا
أنتَ المُطاعُ، فإنْ سُئِلْتَ رَغِيبَةً = أُلفِيتَ، للرّاجي نَداكَ، مُطِيعَا
أغَداً يَشِتُّ المَجدُ وَهْوَ جَميعُ، = وَتُرَدُّ دارُ الحَمدِ وَهْيَ بَقيعُ
بمَسيرِ إبْرَاهيمَ يَحْمِلُ جُودُهُ = جُودَ الفُرَاتِ، فَرَائعٌ وَمَروعُ
فيم ابتِدارُكُمُ المَلاَمَ وَلُوعَا، = أبَكَيْتُ إلاّ دِمْنَةً، وَرُبُوعا
عَذَلوا فَما عَدَلوا بقَلبي عَن هَوًى، = وَدَعَوْا فَما وَجَدوا الشّجيّ سَمِيعا
كَلّفَني، فَوْقَ الذي أسْتَطيعْ، = مُعتَزِمٌ في لَوْمِهِ مَا يَرِيعْ
لَجَاجَةٌ مِنْهُ تَأدّى بِهَا = إلى الذي يَنصُبُني، أمْ وَلُوعْ
بَني عُثْمانَ! أنْتُمْ، في غُنَىٍّ، = رُعَاعٌ، وَهْيَ في قَيْسٍ رُعَاعُ
مَتَى يُقَرى السّديفُ بساحَتَيكُمْ = وَمُرُّ المَاءِ عِنْدكُمُ يُباعُ
وَنُكثِرُ أنْ نَستَوْدِعَ الله ظَاعِناً، = يُوَدَّعُ صَافي العَيْشِ، حينَ يُوَدِّعُ
بَنو مَخلَدٍ إنْ يُشرَعِ الحمدُ يَشرَهُوا = إلَيهِ، وإنْ يُدعَوا إلى المَجدِ يُسرِعُوا
أمّا الشّبَابُ فَقَدْ سُبِقْتَ بغَضّهِ، = وَحَطَطْتَ رَحلَكَ مُسرِعاً عَن نَقضِهِ
وأفَاقَ مُشْتَاقٌ، وأقْصَرَ عاذِلٌ = أرْضاهُ فيكَ الشّيبُ، إذْ لمْ تُرْضِهِ
شَرْطِيَ الإنْصَافُ، لوْ قِيلَ اشترِطْ، = وعدوي مَنْ إذا قال قَسَطْ
أدَعُ الفَضْلَ، فَلا أطْلُبُهُ، = حَسْبِيَ العَدْلُ من النّاسِ فقَطْ
أمنْ أجلِ أنْ أقوَى الغُوَيرُ فَوَاسطُهْ، = وأقْفَرَ، إلاّ عِينُهُ وَنَوَاشطُهْ
بَكَى مُغرَمٌ نَاطَ الغَليلَ بقَلْبِهِ، = عَشيّةَ بَينِ المَالكيّةِ، نائطُهْ
وَليُّكُمُ الله الذي لمْ يَزَلْ لَنَا = وَليَّ دُرُوءٍ عَنكُمُ وَدِفاعِ
لقَد سرّني أنّ العَوَاقِبَ رَوّعَتْ = عِداكُمْ برَأسَيْ تَامِشٍ وَشُجاعِ
لَكِ عَهْدٌ لَدَيّ غَيرُ مُضَاعِ، = بَاتَ شَوقِي طَوْعاً لَهُ، وَنِزَاعِي
وَهَوًى، كُلّما جرَى عَنهُ دَمْعٌ، = يئِسَ العاذِلونَ مِنْ إقْلاعي
فَدَتْكَ أكُفُّ قَوْمٍ ما استَطاعوا = مَساعِيكَ، التي لا تُستَطاعُ
عَلَوْتَهُمُ بجَمْعِكَ ما أشَتّوا = منَ العَليا، وحِفظِكَ ما أضَاعُوا
يَزْدادُ في غَيّ الصّبا وَلَعُهْ، = فكأنّمَا يُغرِيهِ مَنْ يَزَعُهْ
وإذا نَقُولُ الصّبْرُ يَحْجِزُهُ، = ألْوَى بصَبْرِ مُتَيَّمٍ جَزَعُهْ
طافَ الوُشاةُ بهِ، فصَدّ وَأعْرَضَا، = وَغَلا بهِ هَجْرٌ أمَضَّ، وَأرْمَضَا
والحُبُّ شَكْوٌ، ما تزَالُ تَرَى بهِ = كَبِداً مُجرَّحَةً وَقَلْباً مُحْرَضَا
يَزيدُ قَلْبي بِصَدِّهِ مَرَضاً = ظَبْيٌ غَريرٌ في طَرْفِهِ مَرَضُ
إِنْ صَدَّ عَنِّي بِوَجْهِهِ عَبَثاً = ففي قَفَاهُ مِنْ وَجْهِهِ عِوَضُ
إذا انْبَسَطْنَا رَدَدْنَا عَنْ زِيارَتِنَا، = أوِ انقَبَضْنا، فلَوْمٌ موشكُ المَضَضِ
فلَيسَ تَنْفَكُّ مِنْ منع، وَمن عَذَلٍ = منكُمْ، بمُنْبَسِطٍ مِنّا وَمنُقَبِضِ
لابِسٌ مِنْ شَبِيبَةٍ أمْ نَاضِ، = وَمُلِيحٌ مِنْ شَيْبَةٍ أمْ رَاضِ
وإذا ما امتَعَضْتِ مِنْ وَلَعِ الشّيْـ = ـبِ برَأسِي لمْ يثنُ منه امتِعَاضِي
يا أبا جَعْفَرٍ! غَدَوْنَا حَديثاً، = في سَوَاجيرِ مَنبِجٍ، مُستَفيضَا
عَرَضَتْ عُذْرَتي إلَيكَ، وَطَالَتْ، = فاغتَفِرن ذَنْبيَ الطّوِيلَ العَريضَا
أيّها العَاتِبُ الذي لَيسَ يَرْضَى، = نَمْ هَنِيئاً، فَلَسْتُ أُطْعَمُ غَمضَا
إنّ لي مِنْ هَوَاكَ وَجْداً قَدِ اسْتَهـ = ـلَكَ نَوْمِي، وَمَضْجِعاً قَدْ أقَضّا
أَما لِعيْنيْ طَلِيحِ الشُّوقِ تَغْمِيضُ = أَم الكَرى عَن جُفُونِ الصَّبِّ مَرْ حُوضُ
طَيفُ البَخيِلَةِ وافَانا فَنَّبهَنَا = بعرْفِه أَم خِتامُ المِسكِ مَفضُوضُ
فُتُورُ الجُفُون وإِمراضُها = نُبُوُّ الجُنُوبِ وإِقضَاضُها
وكَمْ سَهَر في الهَوى هاَجهُ = صُدودُ الغَوانِي وإِعراضُها
أَحِجَاباً بَعدَ المدِيحِ ،ومَطْلاً = بَعْدَ وَعْدٍ منْ ذَا بِهَذيْنِ يَرْضَى
ليْسَ مِثْلي عَلىالهَوانِ ،أَبا نَصرٍ = ،ولا الذُّلِّ في المواِطِن أَغْضَى
من قَضَاءِ الحُقوقِ فِي بَعضِ مَا عارَضَ = دُونَ الحُقُوقِ أَلاَّ تُقَضَّى
حَكمَتْ هَذهِ السَّماءُ بأَن نُحْبَسَ = عَن واجِبِ الصَّدِيقِ ويَرْضَى
إِن سِيلَ أَحرزَ مَالهُ بِوقَايةٍ = مِنْ بُخلهِ وسُرادِقٍ من عِرضِهِ
لَبس الخزَي والُّلؤْمَ حتى إِنهُ = يخْزَى ويأْنفُ بعضهُ من بعْضِهِ
----------------------------
قصيدته في علوة الحلبية:
خيال يعتريني في المنام ...... لسكرَى اللحظِ فاتنةِ القوامِ
لعلوةَ إنها شجن لنفسي ...... وبالبال لقلبي المستهام
سلام الله كلَّ صباح يومٍ ...... عليك ومن يبلّغ لي سلامي
لقد غادرت في قلبي سقاماً ...... بما في مقلتيك من السهامِ
أأتخذ العراقَ هوىً وداراً ..... ومن أهواه في أرضِ الشآم
و من قصيدة ( أغيب عنكَ ) كانت هذه الأبيات:
أغيبُ عنكَ بودٍّ لا يغيّرهُ ...... نأي المحل و لا صرفٌ من الزمن
فإن أعِش فلعل الدهر يجمعنا ...... و إن أمت فبطول الشوق و الحَزَنِ
تعتلُّ بالشغل عنّا ما تُلمُّ بنا ...... الشغل للقلب ليس الشغل للبدن
قد حسِّن الله في عينيَّ ما صنعَت ...... حتى أرى حسناً ما ليس بالحسنِ
----------------------------------------
وقد غدت ضيعتي منوّطة *** بحيث نيطت للناظر الزهره
اروم بالشعر ان تعود فما *** اقـطـع فيــما ارومـه شـعــره
وفي بعض قصائده للمعتز يستأذنه في الذهاب إلى الشام لنظر في أملاكه مثل قوله :
هل اطلعنّ على الـشام مبجــلاّ *** في عـز دولـتك الجـديد الموفق
فارمّ خلة ضيعة تصف اسمـها *** والـمّ ثــمّ بـصـبــيـة لـي دردق
شهران أن يسرت إذني فيهـما *** كـفـلا بـإلـفة شـمـلـي المـتفـرّق