الأستاذ "أحمد فاخوري"
«هدفنا هو: تخليص المعاق من نظرة الاستعطاف التي يبديها الناس، ومن نظرته لنفسه على أنه يختلف عن غيره، وإخراجه من حالة الإحباط واليأس التي تعتريه، وليس فقط بل لتحويله إلى إنسان فعال في المجتمع؛ إنسان منتج يفيد نفسه أولاً ومن ثم عائلته والمجتمع عموماً..».
من هذا الهدف تولدت الفكرة التي انطلق منها مجموعة من المتطوعين وذلك حين تكليفهم من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لإعداد دراسة بهدف إقامة مدرسة للمعوقين في مدينة "منبج" بريف "حلب"، ومنذ ما يقارب الثلاثة أشهر ونصف باشرت جمعية "المستقبل" الخيرية للمعوقين، نشاطاتها في مدينة "منبج" بروح شبابية عالية وطموح كبير تسعى للوصول إليه،
إذ لاحظنا أن المعاقين شريحة مهملة وأن أصحاب الإعاقات الجسدية هم أشخاص عقولهم سليمة يستطيعون أن يفكروا ومن الممكن أن يكونوا منتجين ومفيدين في المجتمع.
من هذا المنطلق تولدت الفكرة المبدئية للجمعية، وعندما كلفنا بإعداد دراسة لإقامة مدرسة للمعوقين اكتشفنا وجود عدد كبير من المعاقين في "منبج" وريفها ترسخت الفكرة أكثر، وباعتبار أن الجمعية بحاجة إلى وقت طويل وإجراءات كثيرة استطعنا الحصول على فرع من جمعية "المستقبل" الخيرية للمعوقين، وتم افتتاحها في مدينة "منبج"، ونحن مجموعة تضم (6) أشخاص من المهندسين والأطباء والأساتذة، قام أحد الزملاء بالتكفل بالمقر الذي نمارس نشاطاتنا فيه حالياً».
نقوم حالياً بتسجيل المعاقين بشكل رسمي في مديرية الشؤون الاجتماعية من خلال جلب لجان فاحصة من "حلب"، وهذه اللجان مكلفة مديرية الصحة ومديرية الشؤون الاجتماعية لفحص المعاقين وترتيب إعاقتهم وكل شهر نقوم بفحص وتسجيل ما يقارب الـ (100) معاق وبعد الفحص تتابع الجمعية كل الإجراءات المتبقية، حيث يوجد قرار حكومي بصرف رواتب لأصحاب الشلل الدماغي وهؤلاء نحن نتابعهم ونوصلهم إلى جهات الفحص، وهذه المرحلة الأولى وتليها مرحلة التسجيل مرحلة إصدار البطاقات من وزارة الشؤون الاجتماعية وبالتالي يكون المعاق قد سجل بشكل
أحمد فاخوري
رسمي أنه معاق..».
وحين سألناه عن الجهات الداعمة للجمعية ؟. أجاب: «لدينا في الجمعية العديد من الأشخاص المؤازرين الذي يساهمون بجوانب مادية وخدمية كثير، قمنا من خلالهم بتوزيع العديد من المستلزمات المدرسية مع بداية افتتاح المدارس ولا زلنا حتى الآن، وهناك العديد من المستشفيات، والأطباء عرضوا تعاونهم علينا رغبتهم بالتعاون مع الجمعية وتقديمهم كافة المساعدات بشكل مجاني، وبعد العيد سيتم الاتفاق الرسمي مع هذه الجهات، الأدوية المتوفرة. ولدينا معالج فيزيائي عرض خدماته للجمعية وسنستفيد من كل ذلك بإذن الله،
هذا ويبلغ عدد المسجلين لدى الجمعية حالياً ما يقارب (600) معاق، استطاعت الجمعية رسم البسمة على شفاه العديد منهم
كما تسعى الجمعية وبهمة عالية إلى الارتقاء بخدماتها الموجهة لهذه الفئة من الناس من خلال العديد من الأفكار والبرامج التي ستطلقها بعد عيد الفطر، وعلى رأسها لجان التوعية، وعملية تأهيل المعوقين كعناصر فعالة في المجتمع والكلمة الأخيرة للأستاذ "أحمد فاخوري" حيث يقول فيها: «الكلمة الأخيرة أوجهها للناس أن يراعوا المعاقين ويهتموا بهم أكثر، أما للأسر التي عندها معاق أقول: لا تهملوه، هؤلاء الأشخاص هلموا بهم إلينا، ونحن نعلمكم كيف تتعاملون معهم ولكي لا يكون عالة على أحد نجعله عنصراً منتجاً وفعالاً في المجتمع».