تقع مدينة منبج على بعد 80 كم شمال شرق مدينة حلب، لها جذور حضارية وثقافية عميقة في التاريخ، كان اسمها في العهد الآشوري مَبُّوغ وأصبح هييرابولس في العصر اليوناني أي المدينة المقدسة وبعد الفتوحات الإسلامية أصبح اسمها منبج.
على بعد 11 كم منها تقع مغارة قديمة يمكن الوصول إليها من ناحية أبو قلقل حيث تبعد 3.5 كم عن قرية مقبلة حسن آغا. تدعى هذه المغارة بمغارة أم السُرج.
سميت المغارة بهذا الاسم لوجود أماكن فيها لوضع السُرج التي تستعمل في الإنارة عن طريق حرق الزيت.
تتألف المغارة من مدخل كبير تكاد تسده الانهيارات الصخرية الكبيرة التي تجعل الدخول إليها أمراً غاية في الصعوبة.
ينفتح المدخل على ممرٍ عريض ذو سقف عالٍ يؤدي إلى عدة تفرعات يصل في بعض الأماكن إلى أربعة.
يلاحظ على الجدران الكلسية الطرية آثار الحفر اليدوي والتي يُعتقد أن إنسان العصر الحجري قام بتوسعة المغارة الطبيعية ليستعملها سكناً له.
لا يُعرف حتى الآن نهاية لهذه المغارة الكبيرة لأنها لم تستكشف بعد، ويقول بعض سكان القرية أنهم دخلوا فيها لعدة كيلومترات ولم يصلوا لنهايتها.
ويتناقل أهل القرية نبأ رجل جاء من المغرب يبحث عن كنز علم بوجوده فيها لكنه لم يتمكن من الوصول إليه نظراً لوجوده في أعماقها التي لم يستطع دخولها.
هناك عدد من التعديات على المغارة منها تخريب جزء من الطريق الصخري المؤدي إليها عن طريق إنشاء مقلع حجر في السبعينات، إضافة إلى مكوث بعض الناس فيها ليلاً وإشعال إطارات السيارات للتدفئة والإنارة مما يؤدي إلى اسوداد جدرانها عدا كتابة بعض الزوار ذكرياتهم بالطلاء الذي يصعب إزالته.
هنالك عدة مخاطر تحيط بمستكشف المغارة يجب أن يأخذها بالحسبان منها خطورة الضياع إضافة إلى وجود انهيارات صخرية داخل المغارة تسبب وعورتها عدا احتمال وجود ذئاب وضباع داخلها، لذلك ينصح عند الدخول إليها بالتزود بشواحن إنارة طويلة الأمد لأن انطفاء الضوء يعني الضياع في المغارة الحالكة السواد، كذلك يجب مد حبال لتحديد طريق العودة و حمل أسلحة لمواجهة المخاطر المحتملة، كما ينصح بزيارتها عند الثبات الشتوي للأفاعي والعقارب.
يقول السيد ثروت الملا الذي كان دليلنا في الدخول إلى المغارة وهو من سكان المنطقة :
الموقع أثري قديم مهم جداً وبنفس الوقت مهمل جداً بحاجة لتنظيفه من الأحجار والأتربة وإنارة فروع المغارة ليتمكن السياح من دخولها وكذلك وتزفيت الطريق الواصل إليها بطول 3.5 كم بالإضافة للترويج السياحي لها وهذا لا يكلف الدولة شيئاً مقارنةً بالدخل الذي ستحققه وبتنشيط الحركة السياحية للمنطقة بشكل عام.
وعند سؤالي له إن كان هنالك سياح يقومون بزيارتها أجاب بأنه لم يشاهد سوى عدد قليل من الشباب من بعض المحافظات السورية يدخلون إليها كونها غير معروفة.
ونحن بدورنا نتمنى من محافظة حلب التدخل والمساعدة على:
- إزالة الصخور التي تسد باب المغارة وإزالة الأتربة من داخلها.
- إنارة المغارة وفرز حارس لها واستثمارها سياحياً أسوة بمغارة الضوايات لأنها لا تقل أهمية عنها.
- تزفيت الطريق الواصل للمغارة بطول 3.5 كم .
وبهذه الأعمال الثلاث نُعرِّف العالم بمكان عاش فيه إنسان العصر الحجري منذ آلاف السنين .