باشر مجلس مدينة "منبج" أعمال الترميم لحمام المدينة الذي يعود للفترة العثمانية، وذلك من أجل استثماره كمطعم تراثي يحتفظ بالطابع العمراني الأثري للحمام... وللتعرف أكثر على هذا المشروع زار موقع eSyria وبتاريخ (2/12/2008) المهندس "ناصر العلي" رئيس مجلس مدينة "منبج" الذي حدثنا عن فكرة المشروع قائلاً:
«بدأت الفكرة أساساً من وجود مبنى (حمام) ذي طابع إسلامي عثماني وذي أشكال هندسية ومعمارية متميزة في مركز مدينة "منبج" وتعود ملكيته لمجلس المدينة، فأردنا الاستفادة من هذا البناء سياحيا وأثرياً بهدف التوجه للاستثمار السياحي ورفد موازنة مجلس المدينة بالاستثمارات، ونظرا لوجود لجنة للتعاون الإقليمي "السوري التركي" والتي تقوم بتمويل مشترك للعديد من المشاريع المشتركة بين الجانبين قمنا في مجلس مدينة "منبج" بتقديم اقتراح ترميم الحمام ضمن هذه المشاريع ولاقى القبول لدى اللجنة..».
وعن تكلفة المشروع أضاف الأستاذ "ناصر":
«تم إعداد الدراسة الترميمية والتدعيمية، وتدقيقها من قبل فرع "حلب" لنقابة المهندسين، بكلفة إجمالية بحدود (7) مليون ل.س، حيث تم تقسيم التنفيذ على مرحلتين، الأولى بكلفة (5475785) ل.س. يقدم برنامج التعاون منها (3) مليون، ويتكفل مجلس المدينة بتحويل باقي المبلغ.
وقد تم تلزيم المشروع للمتعهد بتاريخ (26/10/2008) ولمدة قدرها (120) يوماً، والعمل قائم حاليا وبوتيرة عالية، حيث يتم الإشراف
ناصر العلي
على أعمال الترميم من قبل فنيين من مجلس المدينة، وبالتنسيق مع مديرية الآثار بـ"حلب"».
* كيف سيستثمر عند الانتهاء من الترميم؟
** «نظرا للشكل المعماري الجميل للحمام وتوزيعه سيتم استثماره كمطعم تراثي داخلي، مع تراس صيفي خارجي، كما سيتم إدخال بعض المعالم الشمعية من الوحي التراثي للحمامات الشرقية ونهدف من ذلك لتعريف المجتمع بتراث المدينة».
وخلال زيارتنا لمكان العمل التقينا بالمهندس المشرف على عملية الترميم "أحمد المحمد" والذي تحدث لنا عن سير العمل قائلاً:
«باشرنا أعمال الترميم بإزالة كل ما هو مضاف على الحمام خلال عمليات الترميم السابقة حيث أعدنا الحمام إلى شكله الأساسي.
في البداية قمنا بقلع (الزريقة) الخارجية وتنظيف السطح من الأتربة وما شابه ذلك، ومن ثم عزله بطبقة من البيتون سماكتها (7-8) سم بعد أن قمنا بعملية تخفيف للطمر الموجود على السطح، ثم انتقلنا إلى الداخل وأيضا قمنا بقلع البلاط و(الزريقة) وحقن بعض التشققات الموجودة
رسلان العلي / احمد المحمد
في القبب والجدران، واستخدام كحلة خاصة للجدران تسمى بالكحلة الأثرية».
أما عن طبيعة البناء الموجود فقد قال:
«البناء في وضع جيد جداً إضافة إلى كونه فناً معمارياً بحد ذاته لا يزال يتمتع بصلابة وقوة رغم عمره الطويل وبالرغم من ذلك فقد قمنا بتدعيم الجدران الخارجية بشيناجات من البيتون منعاً لتسرب المياه إلى أساسات البناء».