منبج - ألق الماضي وزخرف الحاضر

أهلا بك زائرنا الكريم نأسف لعدم تسجييلك بمنتداي الخاص
يمكنك المشاركه فقط بالمنتدى العام بدون تسجيل أوالتصفح بكل حريه داخل المنتديات ومشاهدة المواضيع والصور والروابط بكل حريه كما يمكنك نقل اي موضوع او صورة او حتى عنوان المنتدى مع تحريف لو كلمة واحدة تفضل أضغط على الصفحة الرئيسية لمشاهدة اقسام المنتدى راجين لك التوفيق - الأدارة أبى الحسن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منبج - ألق الماضي وزخرف الحاضر

أهلا بك زائرنا الكريم نأسف لعدم تسجييلك بمنتداي الخاص
يمكنك المشاركه فقط بالمنتدى العام بدون تسجيل أوالتصفح بكل حريه داخل المنتديات ومشاهدة المواضيع والصور والروابط بكل حريه كما يمكنك نقل اي موضوع او صورة او حتى عنوان المنتدى مع تحريف لو كلمة واحدة تفضل أضغط على الصفحة الرئيسية لمشاهدة اقسام المنتدى راجين لك التوفيق - الأدارة أبى الحسن

منبج - ألق الماضي وزخرف الحاضر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ســــــــــائرون بــــــخطى نـــهج التـــــــــطوير والتـــــــــــحديث

 

 

.                            منـــــــبج في صــــرح التـــــطوير والانـــــشاء , منـــبج مابـــين الماضي العريق والحـــاضر المتـــفائل , نشـــكر كل من وضـــع بصـــمته بتطوير هذا البلد العريـــق على مد العــــصور والتـــاريخ ونخـــص بالذكر المهـــــندس المبدع الســـيد :ناصـــر العـــــلي   الذي كان رمزآ للــــعطاء والذي نـــال شـــرف ثقة أهل المديــــنة و شرفائـــــها الكـــرام.


    حرب العراقية الأيرانية

    أبى الحسن
    أبى الحسن


    الاوسمة : حرب العراقية الأيرانية Admin_1

    حرب العراقية الأيرانية Empty حرب العراقية الأيرانية

    مُساهمة من طرف أبى الحسن الأربعاء نوفمبر 10, 2010 9:44 pm

    الصراع العراقي الأيراني

    أن أي صراع أو قتال عندما يندلع بين طرفين (مهما كان الطرفين دولتين أو قبيلتين أو شخصين أو غيره) فأنه وبناءاً على منطق الحرب والقتال يكون الطرف الأكثر إمكانيات وقوة هو الذي يسعى للقتال والحرب وليس العكس ، وإيران تمتلك إمكانيات اكثر بكثير من العراق ويمكن توضيحها على النحو الآتي :



    - في بداية الحرب كان عدد سكان إيران 39 مليون نسمة والعراق 13 مليون نسمة أي أن سكان إيران ثلاثة أضعاف سكان العراق .

    - مساحة إيران تزيد على مساحة العراق بأكثر من ثلاثة أضعاف ونصف .



    - طول الحدود وافتقاد العراق للعمق الإستراتيجي لمدنه يجعل عدد كبير من مدن العراق والمهمة (مثل البصرة والعمارة وديالى وأربيل وخانقين وغيرها) تحت مرمى المدفعية الإيرانية ، ومدنه الأخرى ومنها العاصمة بغداد والتي تبعد 120 كم عن الحدود مع إيران تحت مرمى الصواريخ الإيرانية القصيرة المدى - سكود وغيرها والتي لا تتجاوز 150 كم - التي تمتلكها إيران والعراق في بداية الحرب . بينما إيران تمتلك عمقاً استراتيجياً كبيرا بسبب سعة مساحتها فلذلك معظم مدنها المهمة مثل عاصمتها طهران واصفهان وشيراز وقم وغيرها بعيدة عن المدفعية والصواريخ العراقية) .



    - أن العراق كان يعتمد على 85% من اقتصاده على تصدير النفط الذي يتم تصدير معظمه عن طريق (مينائي البكر والعميق في الخليج العربي) ، وبما أن الساحل الشرقي من الخليج العربي كله لإيران والعراق لا يملك إلا ما طوله 30 كم من السواحل فقط في شمال الخليج فأنه بذلك مهدد بأن تقوم إيران بمنع العراق من تصدير نفطه عن طريق الخليج العربي وهذا ما قامت به إيران منذ اليوم الأول لبدء الرد العراقي في 22/9/1980هـ .



    - كانت القيادة الإيرانية تعتقد (متوهمة) بأن الشيعة العرب في العراق الذين يمثلون اكثر من 40 % من الشعب العراقي آنذاك سيقف معها في الحرب باعتبارهم ينتمون لنفس المذهب، وكذلك الشعب الكردي الذي نسبته 13% ، وما حصل هو العكس كانت قبضة صدام حسين مسيطرة على الكل ولم يترك لهم أي ثغرة للعبث بالداخل

    بادئ ذي بدء سأصف لكم الحالة بين العراق وإيران قبل اندلاع الحرب بسنوات، حيث أنه في بداية السبعينات قامت القيادة الإيرانية في زمن الشاه الذي كان حليفاً لأمريكا بتحريض الجيب العميل في كردستان العراق بقيادة الملا مصطفى البرزاني على التمرد على القيادة العراقية (ورفض بيان 11 آذار للحكم الذاتي لمنطقة كردستان الصادر من القيادة العراقية عام 1971م ) وذلك بالتعاون المخابرات الأمريكية Cia والإسرائيلية الموساد بهدف زعزعة القيادة العراقية وإسقاطها أو استنزافها والتي تمثل خطراً على مصالحهم غير المشروعة بسبب خطواتها الوطنية الشجاعة والتي من أهمها (ضرب الجواسيس وتأميم النفط ومنح الحكم الذاتي لمنطقة كردستان والتوجه للبناء والتطوير والسعي لإعداد جيش قوي لحماية الوطن ومنجزاته)، وبسبب رفض الملا مصطفى البرزاني كل المحاولات التي قامت بها القيادة العراقية لإيقاف حرب الاستنزاف هذه اضطرت القيادة العراقية إلى توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975م بين العراق وإيران والتي من أهم بنودها عدم التدخل بالشؤون الداخلية لكلا الطرفين وتقاسم مياه شط العرب وعدد من البنود الخاصة بترسيم الحدود، مما مكن القيادة العراقية من بسط نفوذها على منطقة كردستان وإقامة حالة الاستقرار فيها والتوجه إلى مرحلة البناء والتطوير الوطنية، حتى اصبح العراق لديه في نهاية السبعينات افضل اقتصاد في المنطقة وتوفر له احتياط بلغ اكثر من 35 مليار دولار! وكان الدينار العراقي يساوي اكثر من 3 دولارات! كما كان لديه افضل نظام طبي وتعليمي في المنطقة، ونظراً لرغبة الأمريكان التخلص من الشاه بسبب توقيعه معاهدة الجزائر مع العراق ولـتأجيج الفتنة مع العراق ولأسباب أخرى تم تحريك الشارع الإيراني ضد الشاه الذي كان متعطشاَ للخلاص منه وإقناع الشاه بضرورة الخروج من إيران حتى يهدأ الوضع، كما جرى تلميع صورة الخميني وتسهيل عودته من فرنسا واستلامه السلطة وانتهاء عهد الشاه ، ومع استلام الخميني القيادة في إيران بدأت رائحة وشرارة الحرب تفوح وتشتعل شيئاً فشيئاً


    أولاً : بداية الحرب ،والتحرش الايراني بالعراق ودول الخليج.

    ثانياً : إيران تبحث عن السلاح من عند اصدقائها أسرائيل وأمريكا .

    ثالثاً : إسرائيل تضرب المفاعل النووي العراقي بالاتفاق مع حليفتها أيران .

    رابعاً : إيران تستعيد قدراتها ،وتشن الهجوم المعاكس بدعم امريكي .

    خامساً : استمرار الحرب ،وإيران تحاول تحرير أراضيها .

    سادساً : تحول ميزان القوى لصالح إيران بدعم أسرائيلي بأسلحه نووية ،واحتلال الفاو ،وجزر مجنون .

    سابعاً : النظام العراقي يسعى للتسلح بأسلحة الفتاكه.

    ثامناً : حرب الناقلات ،وتأثيرها على إمدادات النفط .

    تاسعاً : معارك العام الأخير للحرب .

    عاشراً : النظام العراقي يهاجم مدينة حلبجة .

    أحد عشر: النظام العراقي يكثف حرب الصواريخ ،وأركع إيران ،وأنهى الحرب بنصره الكبير.

    اثنا عشر : النظام العراقي يهاجم بعض الخونة الاكراد واذناب الروافض [ حملة الأنفال ] .


    أولاً : بداية الحرب ،والتحرش الايراني بالعراق ودول الخليج.

    - أرسل الرئيس صدام حسين رسالة تهنئة للزعيم الإيراني الخميني بنجاح الثورة وتسلمه السلطة معرباً عن أمله بأن تكون مكسباً للامة العربية والإسلامية ،ومتمنياً بأن تكون العلاقات بين الشعبين العراقي والإيراني مبنية على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والجيرة الحسنة بما يطور العلاقة بين البلدين والشعبين، وقد قال السيد موسى الموسوي (مستشار الخميني آنذاك) المتواجد حالياً في لندن بأن الخميني قال له بعد قراءة الرسالة أمامه بأن صدام خائف لان هناك نسبة كبيرة من الشعب العراقي سيؤيده حالما ينادي بإسقاط النظام العراقي باعتباره عاش في العراق 13 سنه، وقد رد الزعيم الخميني برسالة جواب للرئيس العراقي تتضمن تهديداً ووعيداً وختمها بجملة والسلام على من اتبع الهدى وهي جملة معروف أنها تقال لغير المسلم.



    - بدأت القيادة الإيرانية بحملة إعلامية واسعة وكبيره من خلال وسائل الأعلام المختلفة بالترويج لما يسمى بتصدير الثورة الإسلامية للأقطار المجاورة خاصة العراق ودول الخليج لزعزعة وإسقاط أنظمتها (التي كانت تصفهم القيادة الإيرانية بالأنظمة الكافرة والعميلة للغرب) لإقامة أنظمة موالية لها، كما رددت من خلال خطابها الإعلامي في أنه أي اتفاقية وقعها الشاه لا تعبر عن طموح الشعب الإيراني وتطلعاته تعتبر لاغية وخصت بالذكر اتفاقية الجزائر الموقعة مع العراق .



    - بدأت القيادة الإيرانية واستمراراً لحملتها الإعلامية الواسعة ومنذ يوم 4/9/1980م بالتحرش بالمدن والقصبات العراقية الحدودية وقصفها بالمدفعية والتحرش بالسفن في الخليج العربي وشط العرب وفرض رفع العلم الإيراني فوق السفن العراقية وتحريض ما يسمى حزب الدعوة لإشعال نار الفتنة الطائفية وللقيام بتفجيرات داخل المدن والعاصمة بغداد، وقيام طائراتها بالإغارة على عدد من المنشآت العراقية حيث تم إسقاط إحدى الطائرات وأسر قائدها الذي احتفظت به القيادة العراقية إلى نهاية التسعينات على أنه دليل إثبات على بدء الحرب من قبل الجانب الإيراني، وقد قدمت القيادة العراقية اكثر من 260 مذكرة احتجاج موثقة ضد الجانب الإيراني على ممارسته وتجاوزاته وخروقاته للأراضي والمياه العراقية للأمم المتحدة وصور منها للجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والسفارة الإيرانية في بغداد، وقد تحملت القيادة العراقية كل ذلك بصبر وحكمة ومسؤولية عالية بهدف منع تطور الوضع إلى ما هو أسوء .



    - لكن مع الأسف أن القيادة الإيرانية فسرت صبر القيادة العراقية وحكمتها وشعورها بالمسؤولية بالضعف والخوف والتردد مما جعلها تتمادى وتستمر بالتجاوزات والخروقات وقصف المدن والقصبات والاستفزازات في المياه الإقليمية والدولية وإشعال نار الفتنة بين الشعب العراقي، ولما تأكدت القيادة العراقية من عزم وإصرار القيادة الإيرانية في إلحاق الضرر بالعراق وإشعال الفتنة الطائفية فيه والتصميم على إسقاط القيادة العراقية قولاً وعملاً ، خرج الرئيس صدام حسين على شاشة التلفزيون ومزق اتفاقية الجزائر وقال أنها لاغية لان الإيرانيين خرقوا الاتفاقية في أهم بنودها وهو بند عدم التدخل بالشؤون الداخلية لكلا الطرفين، ولإفهام القيادة الإيرانية بقدرة العراق على الرد بكل قوة، قامت القيادة العراقية مضطرة بالرد في يوم 22/9/1980م بقيام عشرات الطائرات العراقية بقصف معظم المطارات الإيرانية بوقت واحد رافقه دخول الجيش العراقي بعمق 10 كم داخل أراضى إيران على طول الجبهة بهدف أبعاد المدفعية الإيرانية عن المدن والقصبات الحدودية .




    في صباح الثاني والعشرين من أيلول 1980 ،قامت على حين غرة 154 طائرة حربية عراقية بهجوم جوي كاسح على مطارات إيران ،والمراكز الحيوية فيها ،ثم أعقبتها 100 طائرة أخرى في ضربة ثانية لإكمال ضرب المطارات والطائرات الحربية الإيرانية ،وكانت الطائرات تغير موجة إثر موجة ،وفي الوقت نفسه زحفت الدبابات والمدرعات العراقية نحو الحدود الإيرانية على جبهتين.

    1 ـ الجبهة الأولى في المنطقة الوسطى من الحدود بين البلدين ،باتجاه [ قصر شيرين ] ، نظراً لقرب هذه المنطقة من قلب العراق ،لإبعاد أي خطر محتمل لتقدم القوات الإيرانية نحو ديالى ،ثم بغداد ،وقد استطاعت القوات العراقيه الاشاوس احتلال[ قصر شيرين ].

    2 ـ الجبهة الثانية في الجنوب ،نحو منطقة [ خوزستان ] الغنية بالنفط ،وذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى ،حيث تطل على أعلى الخليج .

    وفي خلال بضعة أسابيع من الهجوم المتواصل ،استطاعت القوات العراقية ،التي كانت قد استعدت للحرب ،من السيطرة على منطقة [ خوزستان ] بكاملها ،واحتلت مدينة [ خرم شهر ] ،وقامت بالتفاف حول مدينة [ عبدان ] النفطية ،وطوقتها .

    وعلى الجانب الإيراني ،فقد قامت الطائرات الإيرانية بالرد على الهجمات العراقية ، وقصفت العاصمة بغداد ، وعدد من المدن الأخرى ، الا أن تأثير القوة الجوية الإيرانية لم يكن على درجة من الفعالية ،وخصوصاً وأن النظام العراقي كان قد تهيأ للحرب قبل نشوبها ، حيث تم نصب المضادات الأرضية في كل أنحاء العاصمة والمدن الأخرى ،وتم كذلك نصب العديد من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات حول بغداد . وهكذا فقد فقدت إيران أعداد كبيرة من طائراتها خلال هجومها المعاكس على العراق ،كما أن القوة الجوية الإيرانية كانت قد فقدت الكثير من كوادرها العسكرية المدربة بعد قيام الثورة ،مما اضعف قدرات سلاحها الجوي ، ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح للسلاح الجوي العراقي السيطرة المطلقة في سماء البلدين .

    وفي الوقت الذي كانت إيران تستورد الاسلحة من حلفائها أسرائيل وأمريكا مثل الأسلحة الكيماوية والنوويه ، كانت الأسلحة تنهال على العراق من كل جانب ، كما أوعزت الولايات المتحدة إلى الرئيس المصري أنور السادات ببيع جميع الأسلحة المصرية من صنع سوفيتي إلى العراق ،وتم فتح قناة الاتصال بين البلدين عن طريق سلطنة عمان ،حيث كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة منذُ أن ذهب السادات إلى إسرائيل .وقام السادات بالدور الموكول له ،وأخذت الأسلحة المصرية تُنقل إلى العراق عن طريق الأردن والسعودية خلال عام 1981 . كما بدأت خطوط الإنتاج في المصانع الحربية المصرية تنتج وتصدر للعراق المعدات والذخيرة ،والمدافع عيار 122ملم طيلة سنوات الحرب .
    .
    أما الاتحاد السوفيتي ، فقد بدأ بتوريد الأسلحة إلى العراق ،بعد توقف لفترة من الزمن ، وبدأت الأسلحة تنهال عليه عام 1981 ،حيث وصل إلى العراق 400 دبابة طراز T55 و250 دبابة طراز T 72)) كما تم عقد صفقة أخرى تناولت طائرات [ميك ] [وسوخوي ] و [ توبوليف ] ،بالإضافة إلى الصواريخ .

    كما عقد حكام العراق صفقة أخرى مع البرازيل ،بمليارات الدولارات ،لشراء الدبابات ،والمدرعات ،وأسلحة أخرى ،وجرى ذلك العقد بضمانة سعودية ، واستمرت العلاقات التسليحية مع البرازيل حتى نهاية الحرب عام 1988.

    وهكذا أستمر تفوق الجيش العراقي خلال العام 1981 ،حيث تمكن من احتلال مناطق واسعة من القاطع الأوسط منها [سربيل زهاب ]و[الشوش]و[قصر شيرين] وغيرها من المناطق الأخرى .

    كما تقدمت القوات العراقية في القاطع الجنوبي ،في العمق الإيراني ،عابرة نهر الطاهري


    ثانياً : إيران تبحث عن السلاح من عند اصدقائها أسرائيل وأمريكا .



    أحدث تقدم الجيش العراقي في العمق الإيراني قلقاً كبيراً لدى القيادة الإيرانية ،التي بدأت تعد العدة لتعبئة الجيش بكل ما تستطيع من الأسلحة والمعدات ،وقامت عناصر من الحكومة الإيرانية بالبحث عن مصادر للسلاح ،حيث كان السلاح الإيراني كله أمريكياً ،وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت توريد الأسلحة إلى إيران منذُ الإطاحة بالشاه ،طلب الروافض من حليفتهم أسرائيل الدعم الا محدود من الاسلحة النوويه والكيماوية وأسلحة الدمار الشامل ، عن طريق أثنين من مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ، وهما [ أودولف سكويمر ] و [ يلكوف نامرودي

    وجدت إسرائيل ضالتها في تقديم الأسلحة إلى إيران،ذلك لأن العراق تعتبره إسرائيل عدواً لها ،وإن إضعافه ،وإنهاك جيشه في حربه مع إيران يحقق أهداف إسرائيل .

    ولم يكن تصرف إسرائيل هذا ،بمعزل عن الولايات المتحدة ورضاها ومباركتها وكانت هي المرتبة لتلك الصفقات ،بعد أن وجدت الولايات المتحدة أن الوضع العسكري في جبهات القتال قد أصبح لصالح العراق ،ورغبة منها في إطالة أمد الحرب أطول مدة ممكنة فقد أصبح من الضروري إمداد إيران بالسلاح لمقاومة التوغل العراقي في عمق الأراضي الإيرانية ،وخلق نوع من توازن القوى بين الطرفين .

    وفي آذار من عام 1981 أسقطت قوات الدفاع الجوي السوفيتية طائرة نقل دخلت المجال الجوي السوفيتي قرب الحدود التركية ،وتبين بعد سقوطها أنها كانت تحمل أسلحة ومعدات إسرائيلية إلى إيران . وهكذا شاع خبر الأسلحة الإسرائيلية في أرجاء العالم وكانت فضيحة الروافض الكبرى .

    إلا أن ذلك الإجراء لم يكن سوى تغطية للفضيحة ،وظهر أن وراء تلك الحرب مصالح دولية كبرى تريد إدامة الحرب ،وإذكاء لهيبها ،وبالفعل تكشفت بعد ذلك في عام 1986 ،فضيحة أخرى هي ما سمي [ إيران ـ كونترا ]على عهد الرئيس الأمريكي [ رونالد ريكان ] الذي أضطر إلى تشكيل لجنة تحقيقية برئاسة السناتور [جون تاور ] وعضوية السناتور [ ادموند موسكي ] ومستشار للأمن القومي [برنت سكوكروفت ] ، وذلك في 26 شباط 19987 ،وقد تبين من ذلك التحقيق أن مجلس الأمن القومي الأمريكي كان قد عقد اجتماعاً عام 1983 ،برئاسة ريكان نفسه لبحث السياسة الأمريكية تجاه إيران ،وموضوع الحرب العراقية الإيرانية ،وقد وجد مجلس الأمن القومي الأمريكي أن استمرار لهيب الحرب يتطلب تزويد إيران بالسلاح وقطع الغيار والمعدات ، من قبل الولايات المتحدة وشركائها ،وبشكل خاص إسرائيل ،التي كانت لها مصالح واسعة مع حكومة الشاه لسنوات طويلة ، وأن تقديم السلاح لإيران يحقق هدفين للسياسة الإسرائيلية الإستراتيجية . الهدف الأول يتمثل في استنزاف القدرات العسكرية العراقية ،التي تعتبرها إسرائيل خطر عليها ، والهدف الثاني هو تنشيط سوق السلاح الإسرائيلي .

    لقد قام الكولونيل [ اولفر نورث ] مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي بترتيب التعاون العسكري الإسرائيلي الإيراني علما أن الكونجرس كان قد اصدر قراراً يمنع بيع الأسلحة إلى إيران ،وجرى ترتيب ذلك عن طريق شراء الأسلحة إلى ثوار الكونترا في نكاراغوا ،حيث كان هناك قرارا بتزويد ثورة الردة في تلك البلاد ،وجرى شراء الأسلحة من إسرائيل ،وسجلت أثمانها بأعلى من الثمن الحقيقي ،لكي يذهب فرق السعر ثمناً للأسلحة المرسلة إلى إيران ،بالإضافة إلى ما تدفعه إيران من أموال لهذا الغرض .(3)

    وقد أشار تقرير اللجنة الرئاسية كذلك ،إلى أن اجتماعاً كان قد جرى عقده بين الرئيس [ريكان ] ومستشاره للأمن القومي [ مكفرن ] عندما كان ريكان راقداً في المستشفى لإجراء عملية جراحية لإزالة ورم سرطاني في أمعائه ،وقد طلب مستشاره الموافقة على فتح خط اتصال مع إيران ،وقد أجابه الرئيس ريكان على الفور : [أذهب وافتحه ].

    وبدأ الاتصال المباشر مع إيران ،وسافر [ أولفر نورث ] بنفسه إلى إيران في زيارة سرية لم يعلن عنها ،وبدأت الأسلحة ذات الدمار الشامل الأمريكية تنهال على إيران ، حباً بإيران ونظامها الرافضي (4)

    ولم يقتصر تدفق الأسلحة لإيران ،على إسرائيل والولايات المتحدة فقط ،وإنما تعدتها إلى جهات أخرى عديدة


    ثالثاً : إسرائيل تضرب المفاعل النووي العراقي بالاتفاق مع حليفتها أيران .



    انتهزت إسرائيل فرصة قيام الحرب العراقية الإيرانية ،لتقوم بضرب المفاعل الذري العراقي عام 1981،فقد كانت إسرائيل تراقب عن كثب سعي النظام العراقي لبناء برنامجه النووي ،حيث قامت فرنسا بتزويد العراق بمفاعل ذري تم إنشاءه في الزعفرانية ،إحدى ضواحي بغداد ،وكانت إسرائيل ،عبر جواسيسها الأيرانيون و الأكراد تتتبّع التقدم العراقي في هذا المجال باستمرار .

    وعندما قامت الحرب العراقية الإيرانية وجدت إسرائيل الفرصة الذهبية لمهاجمة المفاعل

    ،مستغلة قيام الطائرات الإيرانية شن غاراتها الجوية على بغداد ،وانغمار العراق في تلك الحرب مما يجعل من العسير عليه فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل آنذاك .

    وهكذا هاجم سرب من الطائرات الإسرائيلية يتألف من 18 طائرة المفاعل النووي العراقي في كانون الثاني 1981،وضربه بالقنابل الضخمة ،وقيل حينذاك أن عدد من الخبراء الفرنسيين العاملين في المفاعل قد قدموا معلومات واسعة ودقيقة عن المفاعل ،مما سهل للإسرائيليين إحكام ضربتهم له ،وهكذا تم تدمير المفاعل بمساعدة لوجستية أيرانية.(5)

    توعد لاسرائيل بالرد حين أنتهائه من حربه مع الروافض ,وقد اوفى بوعده ورد على أسرائيل بعدة صواريخ ولكن بعد وقت طويل نسبيا


    رابعاً : إيران تستعيد قدراتها ،وتشن الهجوم المعاكس بدعم امريكي .



    في أواسط عام 1982 ، استطاع النظام الرافضي احتواء هجوم الجيش العراقي ، وتوغله في عمق الأراضي الإيرانية ،وإعداد العدة للقيام بالهجوم المعاكس لطرد القوات العراقية من أراضيه بعد أن تدفقت الأسلحة على إيران من كل جهة واهمها أسرائيل ،وقامت الحكومة الإيرانية بتعبئة الشعب الإيراني ،ودفعه للمساهمة في الحرب .

    لقد بدأت أعداد كبيرة من الإيرانيين بالتطوع في قوات الحرس الثوري ،مدفوعين بدعاوى دينية استشهادية ،وتدفق الآلاف المؤلفة منهم إلى جبهات القتال ،وقد عصبوا رؤوسهم بالعصابة السوداء

    وفي تلك الأيام من أواسط عام 1982 ، شنت القوات الإيرانية هجوماً واسعاً على القوات العراقية ،التي عبرت نهر الطاهري متوغلة في العمق الإيراني ،واستطاع الجيش الإيراني ،والحرس الثوري من تطويق القوات العراقية ،وخاض ضدها معارك شرسة ذهب ضحيتها الآلاف من الروافض وقليل من جيش العراق المغوار، وكانت الحرب كر وفر وانسحبت القوات العراقية الى ترسانتها .

    واستمر اندفاع القوات الإيرانية عبر نهر الطاهري ،و[ خرم شهر ] وطوقت مدينة عبدان النفطية المشهورة ،واشتدت المعارك بين الطرفين ،واستطاعت القوات الإيرانية في النهاية من التغلب على القوات العراقية في منطقة [ خوزستان ] في تموز من عام 1982 ،وكان الجيش العراقي مستبسلا دوما كقائده الفذ صدام حسين

    أحدث الهجوم الإيراني هزة كبرى للنظام العراقي وآماله ،وأحلامه في السيطرة على منطقة خوزستان الغنية بالبترول ،وكان حكام العراق قد ساوموا حكام إيران عليها بموجب شروط المنتصر في الحرب ،إلا أن حكام إيران رفضوا شروط العراق المنتصر بالحرب

    حاول النظام العراقي التوصل مع حكام إيران إلى وقف الحرب وحقن الدماء ،وإجراء مفاوضات بين الطرفين ،قامت القوات الإسرائيلية في صيف ذلك العام 1982 باجتياح لبنان، واحتلالها للعاصمة بيروت ،وفرضها زعيم القوات الكتائبية [ بشير الجميل ] رئيساً للبلاد ،تحت تهديد الدبابات التي أحاطت بالبرلمان اللبناني ،لكي يتسنى للعراق تقديم الدعم للشعب اللبناني حسب عقائيدته ،مبدياً استعداده للانسحاب من جميع الأراضي الإيرانية المحتلة نظرا لكسبه الحرب على أيران ومولاها أسرائيل ،إلا أن حكام إيران ،وعلى رأسهم [الإمام الخميني ]رفضوا العرض العراقي بأمر أمريكي أسرائيلي خوفا منهم كي لايقطعوا عنهم المد العسكري ووقعت أيران بين فكين كماشة ،وأصروا على مواصلة الحرب رغم الخسائر المؤلمة وموت قواتهم بالالالف كل يوم..

    وحاولت العراق ،بكل الوسائل والسبل وقف الحرب ،ووسطوا العديد من الدول ،والمنظمات ،كمنظمة الأمم المتحدة ،والجامعة العربية ،ومنظمة المؤتمر الإسلامي ،ولكن كل محاولاتهم ذهبت أدراج الرياح ،فقد كان الإمبرياليون يسعون بكل الوسائل والسبل إلى استمرار الحرب ،وإفشال أي محاولة للتوسط في النزاع ، فقد قتل وزير خارجية الجزائر عندما كان في طريقه إلى إيران ،في محاولة للتوسط بين الطرفين المتحاربين ،حيث أُسقطت طائرته ولف الحادث الصمت المطبق ،وبقي سراً من الأسرار .

    كما اغتيل رئيس وزراء السويد [ أولف بالمه ] الذي بذل جهوداً كبيرة من أحل وقف القتال ،في أحد شوارع العاصمة السويدية ،وبقي مقتله سراً من الأسرار كذلك ، وقيل أن توسطه بين الأطراف المتحاربة لوقف القتال كان أحد أهم أسباب اغتياله ، هذا بالإضافة إلى موقفه النبيل من قضايا التسلح النووي ،والحرب الفيتنامية التي عارضها بشدة .

    لقد كان إصرار حكام إيران على استمرار الحرب بأمر أمريكي بحت ،من اعظم الأخطاء التي وقعوا فيها ، ولا يمكن تبرير موقفهم ذاك بأي حال من الأحوال ،فقد أدى استمرار الحرب حتى الأشهر الأخيرة من عام 1988 ،إلى إزهاق أرواح مئات الألوف من أبناء الرافضة ،وبُددت ثروات البلدين ،وانهار اقتصادهما ،وتراكمت عليهما الديون ،،كما كانت شعاراتهم تقول .ولا أحد يعتقد أن الإمام الخميني وحكام إيران لم يكونو عارفين أن تلك الحرب كانت حرب أمريكية ،وتصب في خانة الولايات المتحدة وإسرائيل الإستراتيجية في المنطقة ،وكان خير دليل على ذلك قيام الولايات المتحدة وحلفائها بتزويد أيران بالأسلحة ،والمعدات وقطع الغيار ،والمعلومات التي كانت تنقلها الأقمار الصناعية ،التجسسية الأمريكية لايران،من أجل إطالة أمد الحرب ،وعليه كان الإصرار على استمرار الحرب جريمة كبرى بحق الشعبين والبلدين الجارين المسلمين ،بصرف النظر عن طبيعة الشعب الفارسي ومحاولته لاغتصاب أراضي الخليج وثرواته التي كانت محط انظاره دائما ولكن لقن درسا ابديا على يد العراقيين الشجعان وقائدهم الفذ المناضل صدام حسين،والحمدلله كان الله ناصرهم بكل المعارك

    لقد كان أحرى بالنظام الإيراني وبالإمام الخميني إيقاف القتال ،وحقن الدماء ، والعمل بقوله تعالى : [ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ] وقوله تعالى في آية أخرى : [ يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ، ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين ] ،كما جاء في آية ثالثة قوله تعالى : [ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ، فاصلحوا بينهم ]( صدق الله العظيم)تلك هي آيات من القرآن الكريم ، وهي تحث على السلام ،وحل المشاكل بالحسنى والعدل ،ولكن هم بعيدين كل البعد عن القرأن والسنة والصحابة الطاهرين بل هم بأنكارهم لبعض أيات القرأن هم كفرة جاحدين مرتدين, يكذبون الله بأنكارهم تبرئة أمنا عائشة رضي الله عنها المبرئه بصريح الأية القرأنيه ولا اريد الخوض اكثر فهناك مئة انكار للقرأن والسنة لعنة الله على الكافرين

    ومن جهة أخرى كان النظام الإيراني قد أدرك أن الإمبرياليين يساعدون الطرفين ، ويمدونهم بالسلاح والمعلومات العسكرية ،أفلا يكون هذا خير دليل على أن تلك الحرب هي حرب أمريكية ،استهدفت البلدين والشعبين والجيشين ،من أجل حماية مصالح الإمبرياليين في الخليج ،وضمان تدفق النفط إليهم دون تهديد أو مخاطر ، وبالسعر الذي يحددونه هم ؟ ثم ألا يعني استمرار تلك الحرب ،خدمة كبرى للإمبرياليين،وكارثة مفجعة لشعبي البلدين وللعلاقات التاريخية وحسن الجوار بينهما ؟


    لقد أرادالروافض أن يزاوج مصالح الإمبريالية بأطماعهم التوسعية ،ولكن حسابات البيدر كانت غير حسابات الحقل ،كما يقول المثل ،ودفعت أيران ثمناً غالياً من دماء أبنائه ومن كرمتها المهدورة،وبددت ثروات البلاد ، واغرقت نفسها و العراق بالديون ،ودمر اقتصاده ، ولم يستفد من تلك الحرب سوى الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهم.

    ربما فكر الإمام الخميني بأن استمرار الحرب يمكن أن يحقق له أهدافاً في العراق ، كقيام ثورة [ شيعية ] تسقط النظام الصدامي ،لكن هذا الحلم كان غير ممكن التحقيق ،لسبب بسيط ،وهو أن الإمبريالية لا يمكن أن تسمح بقيام نظام ثانٍ في العراق على غرار النظام الإيراني ،ولا حتى تسمح بأن يسيطر صدام حسين على إيران ليشكل ذلك أكبر خطر على مصالحهم في المنطقة ،وتسمح لأحد المنتصرين الجلوس على نصف نفط الخليج ،وليس أدل على ذلك من إعلان الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي ، في 23 كانون الثاني من عام 1980 والذي جاء فيه ما يلي :

    { إن أي محاولة من جانب أي قوى للحصول على مركز مسيطر في منطقة الخليج ، سوف يعتبر في نظر الولايات المتحدة الأمريكية كهجوم على المصالح الحيوية بالنسبة لها ،وسوف يتم رده بكل الوسائل ، بما فيها القوة العسكرية } .(6)

    هذه هي حقائق الوضع في منطقة الخليج ،والتي جهلها أو تجاهلها حكام البلدين ، ليغرقوا بلديهما وشعبيهما في ويلات أطول حرب في القرن العشرين .

    خامساً : استمرار الحرب ،وإيران تحاول تحرير أراضيها .




    اشتدت الحرب ضراوة ما بين الأعوام 1983 ـ 1986 ،حيث أخذت إيران زمام المبادرة من العراقيين ،واستطاعت بعد إكمال تحرير إقليم خوزستان ،أن تركز جهدها الحربي نحو القاطع الأوسط من ساحة الحرب ،وشنت هجوماً واسعا على القوات العراقية ،مسددة له ضربات متواصلة ،استطاعت من خلالها تحرير بعض المدن [ قصر شيرين] و [ سربيل زهاب ] و [ الشوش ]،وتمكنت من أستعادتها

    لقد كان الرئيس صدام حسين كريما سخيا حنونا مع شعبه الشريف منهم وقدم المساعدات رغم ضغوط الحرب التي اثقلت كاهله فقدم لكل مصاب او اهل شهيد سيارة ومبلغ من المال ،أو قطعة أرض او شقة أو دار ، وكانت الحكومة السعودية ، وحكام دول الخليج الأخرى تدفع الأموال الطائلة لتمكن صدام حسين من دفع تلك المساعدات ،ولشراء الأسلحة والمعدات للجيش العراقي ،

    لقد كان من الممكن أن يكون العراق اليوم في مصاف الدول المتقدمة في تطوره ، ومستوى معيشة شعبه ،نظراً لما يتمتع به العراق من ثروات نفطية ومعدنية ،وأراضي زراعية خصبة ،ومياه وفيرة ،ولكن أجبروه الروافض الى دخول تلك الحرب, التي نصره الله بها رغم أنوف أسرائيل وأمريكا ومن ساندهم


    يتبع


    عدل سابقا من قبل أبى الحسن في الأربعاء نوفمبر 10, 2010 9:52 pm عدل 2 مرات
    أبى الحسن
    أبى الحسن


    الاوسمة : حرب العراقية الأيرانية Admin_1

    حرب العراقية الأيرانية Empty يتبع

    مُساهمة من طرف أبى الحسن الأربعاء نوفمبر 10, 2010 9:46 pm

    سادساً : تحول ميزان القوى لصالح إيران بدعم أسرائيلي بأسلحه نووية ،واحتلال الفاو ،وجزر مجنون .


    اشتدت المعارك بين الجيشين العراقي والإيراني،وبدت إيران في وضع يمكنها من شن الهجمات البشرية المتتالية ،تارة على القاطع الجنوبي نحو البصرة ،وتارة أخرى نحو القاطع الأوسط ،حول مدن مندلي وبدرة وجصان،وتارة ثالثة نحو القاطع الشمالي المحاذي لكردستان ،وكان الوضع في كردستان في غير صالح النظام يتعامل مع أيران ويخون وطنه الام لصالح المجوس ،أملا بمساندة أيران لهم كي يصنعوا دولتهم الوهمية التي هي أشبه ببيت العنكبوت.

    أما هجماته في القاطعين الأوسط والجنوبي ،فقد كان حكام العراق قد حشدوا قوات كبيرة مجهزة بشتى أنواع الأسلحة القوية،التي أستخدمها صدام حسين لدحر الهجمات الإيرانية ،موقعاً خسائر جسيمة في صفوف القوات الإيرانية ،حيث سقط عشرات الألوف من جنود وضباط الفرس في تلك المعارك الشرسة والتي تقشعر من هولها الأبدان . ولم يفلح الإيرانيون في الاحتفاظ بأي تقدم داخل الأراضي العراقية وكانت العراق دائما منصورة بعون الله وبقيادته الحكيمة حتى نهاية عام 1985 .

    لكن الوضع اصبح خطيراً بالنسبة للعراق عام 1986،عندما استطاعت القوات الإيرانية الاندفاع نحو شبه جزيرة الفاو واحتلالها بأكملها بعد معارك دموية شرسة ،حاول القائد صدام حسين أستعادتها من أيدي الإيرانيين ،وكان الإيرانيون يستهدفون من احتلالها قطع الاتصال بين العراق ودول الخليج العربي، التي كان العراق يحصل على الأسلحة والمعدات عن طريقها ،إضافة إلى محاولة إيران منع العراق من تصدير نفطه عن طريق الخليج، وحرمانه من موارده النفطية اللازمة لإدامة ماكينته الحربية ،وقد أضطر العراق إلى مد أنبوبين لنقل النفط إلى الأسواق الخارجية ،الأول عبر الاراضي التركية ، والثاني عبر الأراضي السعودية بعد أن اصبح نفطه مطوقاً ،وسيطرت البحرية الإيرانية على مداخل الخليج وهذا ما كانوا يخططون له منذ سنين .

    أستمر الإيرانيون في تكثيف هجماتهم على القوات العراقية بعد احتلالهم شبه جزيرة الفاو ،وركزوا على منطقة [ جزر مجنون ] الغنية جداً بالنفط ،واستطاعوا احتلالها بعد معارك عنيفة .

    سابعاً : النظام العراقي يسعى للتسلح بأسلحة الفتاكه.



    كان القائد الأعظم صدام حسين يعبئ كل موارد البلاد لخدمة المجهود الحربي ،كما أخذ يطلب المساعدة من دول الخليج ومن السعودية بشكل خاص ،وشعر حكام الخليج أن الخطر قد بدأ يتقدم نحو المنطقة ،فسارعوا إلى تقديم كل أنواع الدعم ،.

    غير أن القاده في العراق وجدوا أخيراً أن السعي لإنشاء مصانع الأسلحة ،يمكن أن تكون أداة فعالة لدفع الخطر عن البلاد ،وتم إنشاء هيئة التصنيع العسكري ،وبدأ العراق بإنتاج الأسلحة المتطورة ،مستفيدين من خبرة العلماء،وبعض العلماء الأجانب ،الذين سبق وعملوا في برامج الأسلحة في عهد عبد الناصر وأوقفها السادات من بعده ،ثم بدأ العراق في إنتاج وتطوير الصواريخ من طراز [ سكود ] وطوروا مداها لكي تصل إلى ابعد المدن الإيرانية وكان الإيرانيون قد حصلوا على عدد من تلك الصواريخ ،وضربوا بها العاصمة بغداد وبعض المدن الأخرى ، حيث كانت تلك الصواريخ تطلق نحو العراق كل بضعة أيام أو أسابيع لتصيب الأهداف المدنية ،وتفتك بالأبرياء ،فقد أصاب أحد تلك الصواريخ مدرسة ابتدائية في بغداد ،وقتل العديد من الأطفال ،وجرح أعداد أخرى ،وكان الشعب العراقي ينتابه القلق الشديد كل يوم ،من هذا السلاح الخطير ، حيث لا أحد يعلم متى وأين سيقع الصاروخ ،وكم سيقتل من الآمنين .

    وتمكن العراق من الحصول على أعداد كبيرة من تلك الصواريخ ،وبدأ في تطويرها ، وزيادة مداها ،وبدأ أبطال العراق يطلقونها على العاصمة الإيرانية والمدن الأخرى بكثافة، حتى جاوز عدد الصواريخ التي أطلقوها على المدن الإيرانية أكثر من [1000 صاروخ ]،منزلين الخراب ،والدمار بها الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين ،أخذين بثأثرهم من قتل الأبرياء والاطفال وأخذت الحرب تزداد خطورة وأذى للسكان المدنيين .

    كما تمكن العراق من إنتاج كميات كبيرة من الأسلحة،واستخدمها في صد هجمات القوات الإيرانية ،منزلاً بها الخسائر الجسيمة في الأرواح ،

    أحدث برامج التسلح العراقي هذا ، قلقاً كبيراً لدى إسرائيل ،التي كانت تتابع باهتمام بالغ تطوير برامج التسلح العراقي عن طريق بعض شبكات الأكراد ،وقام جهاز المخابرات الإسرائيلية [ الموساد ] بحملة ضد العلماء الذين ساهموا في تطوير البرامج ،وضد الشركات الغربية التي جهزت العراق بالأجهزة ، والمعدات اللازمة لتطويرها ،وخاصة ،الشركات الألمانية والفرنسية والأمريكية والبلجيكية والسويسرية .

    كما قام الموساد باغتيال العالم المصري ،والأمريكي الجنسية [ يحيى المشد ] ،الذي عمل في تطوير الأسلحة العراقية ذات الدمار الشامل ،كما أغتال العالم البلجيكي ، الدكتور [ جيرالد بول ] في بروكسل ،حيث كان هذا العالم يعمل لإنتاج المدفع العملاق للعراق ،وقام جهاز المخابرات الإسرائيلي أيضاً بنسف توربينات المفاعل النووي [ أوزيراك ] في ميناء [ مرسيليا ] الفرنسي حيث كان معداً لنقله إلى العراق. غير أن العراق واصل نشاطه في بناء مفاعل جديد بإشراف العالم النووي العراقي [جعفر ضياء جعفر ] ، الذي استطاع أن يحقق نجاحاً بارزاً في هذا المجال ، وكان كل ذلك يجري تحت سمع وبصر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين ومساعدتهم ،من أجل إبقاء نار الحرب مشتعلة بين العراق وإيران .

    *********



    ثامناً : حرب الناقلات ،وتأثيرها على إمدادات النفط .



    عمل الطرفان المتحاربان على منع كل طرف للطرف الآخر من تصدير نفطه ،بالنظر إلى اعتماد كلا البلدين على واردات النفط لتمويل الحرب ،ولكون اقتصاد البلدين يعتمد إعتماداً كلياً على تلك الواردات ،ولذلك وجدنا قوات البلدين تقوم بقصف المنشآت النفطية لكل منهما ، واستمر القصف طيلة الحرب .

    كما قامت القوات الإيرانية بلغم رأس الخليج لمنع الناقلات من الوصول إلى ميناء البكر النفطي ،مما اضطر العراق كما أسلفنا إلى مد أنابيب لنقل النفط عبر الأراضي التركية والسعودية ،

    كما قامت الكويت ببيع النفط لحساب العراق ،ونقله على ناقلاتها ،مما دفع إيران إلى مهاجمة الناقلات الخليجية ،حيث أصيب أكثر من 160 ناقلة منها 48 ناقلة كويتية ، واضطرت الكويت إلى شراء الحماية لناقلاتها من الولايات المتحدة ،وقامت برفع العلم الأمريكي عليها لمنع إيران من مهاجمتها ،كما قامت حكومة الكويت بتأجير 11 ناقلة سوفيتية لضمان عدم الاعتداء عليها ،وحاولت شراء الحماية من الصين كذلك ، لكن الولايات المتحدة عارضت ذلك ، خوفاً على مصالحها في الخليج . (7)

    أما العراق فقد سعوا أيضاً إلى منع إيران من تصدير نفطها ،وقامت طائرات من طراز [سوخوي 23] ، وطائرات من طراز [ميراج] الفرنسية ، والمحملة بصواريخ [أكزوزسيت ] والتي استطاع بواسطتها من الوصول إلى ابعد نقطة في الخليج لملاحقة الناقلات التي تنقل النفط الإيراني ،وتدمير المرافئ التي تستخدمها إيران لتصدير النفط .

    وهكذا اشتعلت حرب الناقلات بين البلدين المتحاربين ،أصبحت عملية نقل النفط خطيرة ،وصعبة ،ورفعت شركات التأمين رسومها على الناقلات إلى مستوى عالٍ جداً مما سبب في رفع أسعار النفط في الأسواق العالمية .

    وفي تلك الأيام قامت طائرة عراقية بضرب طراد امريكي ،في 18 أيار 987 ، حيث اعتقد الطيار أنه طراد إيراني ،وأدى قصفه إلى مقتل 28 فرداً من القوات الأمريكية ، واعترفت الحكومة العراقية بقصف الطراد وقدمت اعتذاراً للحكومة الأمريكية ،وتم دفع تعويضات لأسر العسكريين القتلى بمقدار 800 ألف دولار لكل قتيل .(8)

    استمرت حرب الناقلات ،بل وتصاعدت في السنوات الأخيرة من الحرب ،أصبحت تمثل خطراً حقيقياً على تدفق النفط الذي من أجله أٌشعلت نيران الحرب ،واصبح الخليج مملوء بالألغام، وأصبح استمرار الحرب يعطي نتائج عكسية ، مما دفع الولايات المتحدة وحلفائها إلى التحرك لإنهائها بعد تلك السنين الطويلة من الدماء والدموع والخراب والدمار الذي عم البلدين ،

    وجهة الضربات الموجعة لإيران لتركيعها وإجبارها على القبول بوقف الحرب . وقد جرى ذلك الدعم بمختلف السبل ،من تقديم المعلومات العسكرية إلى تقديم شتى أنواع الأسلحة ،وتقديم الخبرات ،

    تاسعاً : معارك العام الأخير للحرب .



    1 ـ معركة تحرير الفاو :

    في عام 1988 ،العام الأخير للحرب ،تحول ميزان القوى مرة أخرى لصالح العراق ، وبدأ النظام العراقي يعد العدة لتحرير أراضيه من الاحتلال الإيراني ،وكان في مقدمة أهدافه ،تحرير الفاو، التي مضى على احتلالها 21 شهراً .

    حشد النظام العراقي قوات كبيرة من الحرس الجمهوري ،ومعدات لا حصر لها مدافع، ومئات الدبابات والمدرعات ،وبدأ الهجوم يوم 17 نيسان 988 ،واستطاعت القوات العراقية تحقيق انتصار ساحق على القوات الإيرانية ،بعد أن حولت المنطقة إلى كتلة من لهيب ودفع المجوس حياة خمسين الفا من أبنائه ثمناً لاحتلال الفاو .



    *******



    2 ـ تحرير المناطق المحيطة بمدينة البصرة :



    كان الهدف الثاني للنظام العراقي هو تحرير المناطق المحيطة بمدينة البصرة ،وإبعاد القوات الإيرانية عن المدينة ،التي كانت طيلة الحرب هدفاً لقصف المدفعية الإيرانية ، والهجمات المتتالية عليها بغية احتلالها ،ولذلك فقد ركز النظام العراقي جهد قواته إلى تلك المنطقة ،وخاض مع القوات الإيرانية معارك شرسة دامت ثلاثة أسابيع ،وتمكنت القوات العراقية بعدها من تحرير كافة المناطق المحيطة بالبصرة ،وقتلت الالاف من المجوسيين والحقت بهم الهزيمه مخلفين ورائهم الاسلحة والقتلى مما اضطر العراقيين أصحاب النخوة الى دفن جثثهم بمقابر جماعية كي لا تتفسخ وتنشر الروائح النتنه
    3 ـ تحرير جزر مجنون :



    بعد أن فرغت القوات العراقية من تحرير الفاو كان أمامها الهدف الثالث ، الذي لا يقل أهمية عن الهدفين الأولين ،جزر مجنون ،التي تعتبر من أغنى المناطق التي تحتوي على احتياطات نفطية هائلة ،وقد تمكنت القوات العراقية بعد معارك عنيفة من تحريرها من أيدي المجوس ، وإلحاق الهزيمة بالجيش الإيراني ايضا مخلفا ورائه القتلى والسلاح .



    4 ـ تحرير المناطق الحدودية الممتدة من البصرة إلى مندلي :



    انتقلت القوات العراقية ،بعد تحرير جزر مجنون إلى ملاحقة القوات الإيرانية ،التي كانت قد احتلت فيما مضى مناطق على طول الحدود الممتدة بين البصرة في الجنوب ومندلي في القاطع الأوسط ،واستمرت في توجيه الضربات للقوات الإيرانية التي أخذت معنوياتها تتراجع يوماً بعد يوم ،واستطاعت القوات العراقية طردها من تلك المناطق ،ودفعها إلى داخل الحدود الإيرانية .



    5 ـ اختراق الحدود الإيرانية من جديد :



    لم تكتفِ القوات العراقية من إزاحة القوات الإيرانية من الأراضي العراقية ،وإنما طورت هجماتها ،وأخذت تلاحق القوات الإيرانية إلى داخل الحدود ،واستمر تقدم القوات العراقية في العمق الإيراني إلى مسافة 60 كم داخل ارض المجوس،مما جعل القوات الإيرانية في موقف صعب للغاية ،،واستمر في ضغطه على القوات الإيرانية لإجبارها على القبول بوقف الحرب التي عجزت كل الوساطات عن إقناع حكام إيران بوقفها بأمر من حليفتها أسرائيل وأمريكا .



    عاشراً : النظام العراقي يهاجم مدينة حلبجة .



    في ليلة 13 آذار 1988 ،بادرت القوات الإيرانية بالهجوم على مدينة حلبجة الواقعة في القسم الشمالي الشرقي من كردستان ،في سهل شهر زور ،بمساعدة قوات البيشمركة العائدة للحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ،وكان النظام الإيراني يرمي من هجومه على المدينة التعويض عن هزائمه أمام القوات العراقية في القاطعين الجنوبي والأوسط ،ولرفع معنويات جنوده المنهارة بعد تلك الهزائم .

    بدأت القوات المهاجمة بقصف المدينة بالمدفعية لمدة ثلاثة أيام ،ثم أعقبتها بالهجوم البري الذي دام يومين ،حيث استطاع الإيرانيون من احتلال المدينة في 15 آذار ، وتقهقرت القوات العراقية التي كانت متواجدة هناك تاركة أسلحتها ومعداتها في ارض المعركة وبدأ الإيرانيون يتحدثون عِبر وسائل إعلامهم عن انتصارات حققوها في منطقة حلبجة ،وبدأ المصورون يصورون القوات الإيرانية وهي تحتل المدينة .

    أدرك الأهالي أن الأخطار تحدق بهم ،وأن النظام العراقي سوف لن يدع القوات الإيرانية تحتل المدينة ،وكان أكثر ما يقلقهم هو إمكانية تعرضهم للضرب بالأسلحة الجوية ،ولذلك فقد حاولوا مغادرة المدينة وإخلائها ،لكن الإيرانيين منعوهم من ذلك .

    لكن القوات الإيرانية لم تمكث في المدينة ،وبدأت تنسحب منها تاركة الأهالي ، وقوات البيشمركة الخائنة فيها ،فقد توقعوا أن يشن النظام العراقي الهجوم عليها بالأسلحة الجويه .

    وفي صباح يوم 16 آذار حلقت 8 طائرات حربية عراقية فوق المدينة ،وبدأت بالقصف ،مركزة على منطقتي [ السراي ] و[ كاني قولكه ] .
    .

    وفي الساعة الثالثة والربع من عصر ذلك اليوم جاءت موجة من الطائرات منتهزه الفرصه لكسب الرئي العام لتقصف المدينة بالسلاح الكيماوي ولكن هذه المرة طائرات أيرانيه ، مركزة القصف على أحياء [ بير محمد ] و[جوله كان ] و[ كاني قولكه ] [والسراي ]، ثم تلتها موجة أخرى من الطائرات الأيرانية بعد ساعة لتقصف المدينة من جديد ،مركزة القصف على كل أنحاء المدينة .

    وتحدث أحد الناجين من تلك المجزرة البشرية ،التي ذهب ضحيتها اكثر من200مواطن كردي ،أغلبهم من النساء ، والأطفال ،والشيوخ، فقال شهدنا طائرات أيرانية بالمرة الثانية تقصف :

    {في البداية سمعنا صوت انفجارات مدوية ،تلاها بعد خمس دقائق انتشار ما يشبه الضباب الذي راح يقترب من الأرض شيئاً فشيئاً ،وبدأت العيون تدمع وشعرنا بحرقة شديدة ،وكانت الرائحة أشبه برائحة البارود ،وتسرب الدخان الأبيض إلى كل المنازل ،والمخابئ ،وبدأ الناس يشعرون بالاختناق ،وتدافعت جموعهم للخروج نحو الخارج لتشم الهواء ،وكان الناس يصرخون كالمجانين ،ويضعون أيديهم على عيونهم ، وأنوفهم ،ثم يسقطون على الأرض ويأتون بحركات متشنجة ،ويتقيئون ،ويبصقون دماً ، وأصيبت عيونهم بالعمى ،وكانت أنوفهم وأفواههم تنزف دماً ،وقد ازرقت بشرتهم ،ثم بدأوا يفارقون الحياة ،وكنت أرى الجثث في الشوارع ،والطرقات وفي كل مكان ،وكان البعض منهم لا يزال ينازع الحياة ،وقد شوهتهم الحروق ،وبدت المدينة أشبه بمقبرة انتزعت الجثث فيها من قبورها ،وتناثرت على الأرض ،وقد استطاع البعض تصوير تلك المشاهد المرعبة التي تصف جرائم النظام الفارسي خير وصف والتي حاولوا الصاقها بالعراقيين }.



    أحد عشر: النظام العراقي يكثف حرب الصواريخ ،وأركع إيران ،وأنهى الحرب بنصره الكبير.



    أخذ حكام العراق ،بعد أن تسنى لهم دفع القوات الإيرانية إلى عمق أراضيهم يضغطون على حكام إيران من أجل القبول بوقف الحرب ،وذلك عن طريق تكثيف حرب الصواريخ لإحداث حالة من الانهيار النفسي لدى الشعب الإيراني ،فقد كانت الصواريخ تنهال على طهران ،والمدن الإيرانية الأخرى بشكل متواصل محدثة خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات ،وخلقت حالة من الهلع لدى الشعب الإيراني .

    وفي ظل تلك الظروف صدر قرار مجلس الأمن رقم 579، والذي دعا إلى وقف القتال بين الطرفين وانسحاب القوات العسكرية إلى داخل حدودها الوطنية ،ووجد حكام إيران أنهم قد أصبحوا عاجزين عن مواصلة الحرب ،واضطر الزعيم الديني [ آية الله الخميني ] إلى إصدار أوامره بوقف الحرب في 18 تموز 1988 ،والقبول بقرار مجلس الأمن مرغمين مهزمين بلا كرامة وقد انكشف كل المستور واختبائهم وراء عمائمهم الزائفه الكاذبه هؤلاء الروافض النتخاذلين المستعينين بأسرائيل التي هي أشرف منهم

    وهكذا توقفت الحرب بين العراق وإيران ،بعد مجازر رهيبة استمرت طيلة ثمان سنوات ،وذهب ضحيتها أكثر من مليون إنسان ،من كلا البلدين ،إضافة إلى آلاف المعوقين والأرامل واليتامى ،وتدمير اقتصاد البلدين ،وتخريب مرافقهما الاقتصادية .والأعظم من كل ذلك هو التأثير النفسي الذي تركته تلك الحرب المجرمة على أبناء الشعبين



    اثنا عشر : النظام العراقي يهاجم بعض الخونة الاكراد واذناب الروافض [ حملة الأنفال ] .



    لم يكد النظام العرقي ينتهي من معاركه الخمسة مع إيران ،وتضع الحرب أوزارها ،فمن الطبيعي محاسبة الخونه من شعبه الذي كان يساند العدو ويتأمر معه فهي خيانة عظمى التفت إلى منطقة كردستان ، وقد امتلأ قلب صدام حسين غيظا على الخونة فأصدر أوامره إلى قوات الحرس الجمهوري،بقيادة [ علي حسن المجيد ] بالقبض على قيادين الخونة واذا لم يستسلموا محاربتهم والتخلص منهم بأي شكل فهم نالوا درجة الخيانة العظمى بكل مقاييسها

    ففي 20 آب 988 ، اليوم الذي جرى فيه إيقاف الحرب بين العراق وإيران اندفعت القوات نحو كردستان مستخدمة في بداية هجومها السلاح البسيط في منطقة واسعة أصابت معظم القرى الكردية في المنطقة الممتدة من كركوك وحتى أقصى حدود كردستان ،كما قامت الطائرات صباح يوم 26 آب ب24 غارةعلى معاقل الخونة في كردستان ، .وكانت الطائرات تتعقب الهاربين من القيادات والافرد، كما شاركت الطائرات المروحية في مطاردتهم ، وبلغ عدد الفارين نحو الحدود الأيرانيه أكثر من 1200وكان قسم منهم مصاباً بحروق جراء تعرضهم الأسلحة الكيماوية الأيرانية.



    غير أن الغرب صحا فجأة ، بعد عام 1989 ،بعد أن انتهت الحرب مع إيران ، وبدأ يتحدث عن تسلح النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل ،الكيماوية والبيولوجية والجرثومية والنووية ، فلقد تغيرت الحال بعد الحرب ،وخرج العراق منها منتصراً ولديه ترسانة ضخمة من الأسلحة تجعله خطراً داهماً على مصالحهم في الخليج ، ووجد الغرب أن الوقت قد حان لنزع هذه الترسانة الخطيرة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والجرثومية ،والصواريخ البعيدة المدى والقادرة على حمل تلك الأسلحة إلى مسافات شاسعة ،وكان لابد وان يجد الغرب الوسيلة ،
    وكان ما أدعوه كله كذب بكذب هذا ما تبين بعد أحتلال العراق لا كيماوي ولا نووي ولا جرثومي ماهي الا ابواق الكذب والبهتان المزمرة لأسرائيل وأمريكا

    وليخسأ الخاسؤن

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 7:52 am