بناء الأردن
بدأ عبد الله ببناء الأردن فجرت انتخابات تشريعية عام 1927 بعد صدور القانون الأساسي وبدأت مرحلة التعليم ففتح المدارس التي كانت شبه معدومة في الحقبة العثمانية واهتم بالصحة والتجارة والزراعة.
حاول الملك عبد الله الأول بعد نيل الأستقلال عام 1946 وتحويل إمارته إلى مملكة (المملكة الأردنية الهاشمية) وحل المشكله الفلسطينية اليهودية سلميا وحاول اقناع العرب بقبول قرار تقسيم فلسطين إلا أن الجامعة العربية اجتمعت بعد هذا القرار وأخذت بعض القرارات كان أهمها:
أصدروا مذكرات شديدة اللهجة لأمريكا وانجلترا
إقامة معسكر لتدريب المتطوعين في قطنة بالقرب من دمشق بسوريا لتدريب الفلسطينيين على القتال
تكوين جيش عربي أطلق عليه جيش الإنقاذ وجعلوا عليه فوزي القوقجي
رصد مليون جنيه لأغراض الدفاع عن فلسطين
وبدأ بالفعل تنفيذ القرارات بتدريب الفلسطينيين بقطنة وتشكيل جيش الإنقاذ. اعترضت بريطانيا وأرسلت رسالة تقول فيها: "إن بريطانيا تعتبر تسليح الفلسطينيين وتدريبهم في قطنة عملا غير ودي". فاجتمعت الجامعة العربية وتشاورت واتخذت قرارا بغلق معسكر قطنة وتسريح المتطوعين وسحب أسلحة المعسكر والاكتفاء بتجهيز جيش الانقاذ مع تحديد عدده بـ 7700 جندي وإمداده ببعض الأسلحة إلا أن هذا الجيش الضعيف رفض فيما بعد التعاون مع الحاج أمين الحسيني وقال عنه الدكتور عبد الله عزام: "إن فوزي القوقجي هذا كان رجلا تحوم حوله الشبهات". أما الأموال فلم يصل إلى فلسطين إلا شئ قليل منها.
عاد بعدها المفتي أمين الحسيني إلى فلسطين - وكان قد هرب منها إلى لبنان - وبدأ يقود الجهاد المسلح ضد اليهود ومعه البطل عبد القادر الحسيني واجتمع الناس على قيادة المفتي الذي أراد الحصول على التأييد العربي فاتجه إلى الجامعة العربية يعلن رغبته في تكوين حكومة فلسطينية وطنية يكون المفتي على رأسها كما يريد الشعب هناك. لكن الجامعة العربية رفضت الطلب دون تبرير واضح. بل إن الملك عبد الله الأول بن الحسين ملك الأردن قال لـ جولدا مائير وكانت وقتها ممثلة الوكالة اليهودية أنه يعزم أن يضم إلى الأردن الجزء المخصص للعرب في مشروع التقسيم (الضفة الغربية) كما يعزم على إقامة علاقات سلام وصداقة مع الدولة اليهوديةوختم كلامه بقوله: "كلانا يواجه خصما مشتركا يقف عقبة في طريق خططنا، ذلك هو المفتي أمين الحسيني".
بعد إعلان دولة إسرائيل قررت الجامعة العربية دخول الجيوش العربيه من مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق إلى فلسطين لحرب إسرائيل وتحرير فلسطين واختاروا الملك عبد الله لقيادة الجيوش. دخل عبد الله الحرب عام 1948 وقرر حل جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القوقجي وحل منظمة الجهاد المقدس وهي الفرقة الشعبية الفلسطينية التي يقودها الحاج أمين الحسيني بحجة أن التناسق لن يكون كاملا إذا كانت هناك أطراف أخرى في الصراع غير الجيوش العربية. وكان قائد الجيش الأردني في هذه الحرب هو الجنرال كلوب الإنجليزي الجنسية! ولم تقاتل الجيوش في أي منطقة خارج المناطق المقسمة للعرب في قرار تقسيم فلسطين إلا في بعض المناطق القليلة مثل دخول الجيش العراقي مرج بن عامر المقسوم لليهود وحصار القدس التي يفترض في التقسيم أنها تحت الإشراف الدولي. قال الجنرال كلوب عن ذلك في مذكراته (جندي مع العرب): "لقد تم الاتفاق بين توفيق أبو الهدى رئيس وزراء الأردن مع أرنست بيفن وزير خارجية بريطانيا بحضوري على أن يدخل الجيش الأردني لا لتحرير فلسطين لكن ولضم الضفة الغربية إلى الأردن وهي من الجزء الذي قسمته الأمم المتحدة للعرب وذلك على ألا يقاتل اليهود مطلقا ولا يدخل أرضا قسمت لليهود"
في عام 1950 اجتمعت وفود فلسطينية من الضفة الغربية في (مؤتمر اريحا)وطالبت بالوحدة مع الأردن فكان ذلك وجرت انتخابات نيابية كانت مناصفة بين أبناء الضفتين.
أغتياله
دأب الملك عبدالله على التردد المنتظم على المسجد الأقصى للمشاركة في أداء الصلاة. في يوم الجمعة 20 يوليو 1951، و بينما كان يزور المسجد الأقصى في القدس لأداء فريضة الجمعة،قام رجل فلسطيني بإغتيال عبدالله. بالرغم أن لا شئ تبين في التحقيقات إلا أنه كا يعتقد أن سبب ذلك التخوف من إمكانية قيام الملك بتوقيع إتفاقية سلام منفصلة مع إسرائيل.أطلق الرجل المسلح ثلاث رصاصات قاتلة إلى رأس وصدر عبدالله. حفيده، حسين بن طلال (ملك الأردن من 1953 إلى 1999) كان إلى جانبه وتلقى رصاصة إيضا، ولكنها إصطدمت بميدالية كان جده قد أصر على وضعها عليه، مما أدى إلى إنقاذ حياته.
أسم القاتل كان مصطفى شكري عِشّو، خيّاط من القدس، وعضو فرقة الديناميت العربية التي كانت تقاتل اليهود. تم إتهام عشرة أفراد بالتآمر والتخطيط للإغتيال وحوكموا في عمان. الإدّعاء قال في مرافعاته أن العقيد عبد الله التل، حاكم القدس العسكري سابقا، والدّكتور موسى عبد الله الحسيني كانوا المتآمرين الرئيسيين لما أسماه "الجريمة الأكثر دناءة التي شهدا الأردن". مصادر مقدسية قالت وقتها بأنّ العقيد التّل كان على إتصال مباشر مع المفتي السابق للقدس، الحاج أمين الحسيني، وأتباعه في القسم العربي من فلسطين.
المحكمة أصدرت حكما بالموت على ستّة من العشرة وبرأت الأربعة الباقين. حكم الإعدام صدر غيابا على العقيد التّل، وموسى أحمد أيوب، وهو تاجر خضار، حيث هربا إلى مصر مباشرة بعد اغتيال الملك عبد الله.
الدّكتور موسى عبد الله الحسيني كان الأبرز من بين المدانين، إذ أنه حاصل على شهادة دكتوراة من جامعات لندن. زكريا عوكه، تاجر مواشي وجزار، وعبد القادر فرحات، حارس مقهى. وجميعم من القدس.
تولى الحكم بعد مقتل الملك عبدالله أبنه الأكبر الملك طلال بن عبدالله الذي لم يتمكن من الاستمرار في الحكم لأسباب صحية وعندها تم تتويج الأمير الحسين بن طلال بصفته الابن الأكبر للملك، ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ (2 أيار 1953م)